متابعة حسن عبّاس:
وصلت الدفعة الأولى من عملية الإجلاء من آخر جيب في مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة إلى ريف حلب الغربي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة الخميس، 15 كانون الأول/ديسمبر، وفق ما أكد مصدر طبي في المكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت أولى الحافلات وسيارات الإسعاف التي تقل جرحى ومدنيين قد غادرت شرق حلب بعد التوصل إلى اتفاق جديد لإجلاء المحاصَرين.
وسارت في المقدمة سيارات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري أقلّت الجرحى وخلفها حافلات خضراء اللون على متنها مدنيون. وتحرّكت القافلة من منطقة العامرية في جنوب شرق حلب لتعبر منطقة الراموسة باتجاه مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي في سورية إنجي صدقي إن “13 سيارة إسعاف و20 حافلة تقل جرحى ومدنيين قطعت خطوط التماس وهي متجهة حالياً إلى ريف حلب الغربي”.
وأفادت بأنه “يُتوقع خروج حوالى 200 جريح مدني اليوم على دفعات”.
وفي منطقة تجمّع المغادرين في العامرية امتلأت الحافلات بالناس، حتى أن هناك أشخاصاً جلسوا على أرض الباصات وآخرين وقفوا داخلها نتيجة الزحمة الكبيرة.
ولا تزال أعداد هائلة تنتظر دورها.
وذكر مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أن بعض المدنيين كانوا يبكون، فيما مقاتلون يودّعون أفراد عائلاتهم المغادرين في الدفعة الأولى.
وبدا آخرون فرحين بالمغادرة بعد حصار طويل أرهقهم، في حين وقف أشخاص مترددين بالصعود إلى الحافلات خوفاً من اعتقالهم أو إجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “غادر في الدفعة الأولى من عملية الإجلاء 951 شخصاً بينهم أكثر من 200 مسلح و108 جرحى بينهم أيضاً مسلحون”.
الاتفاق الجديد
وتأتي هذه العملية في إطار اتفاق تم التوصل إليه برعاية تركية روسية لإجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من شرق حلب.
وأعلنت كل من دمشق وموسكو صباح الخميس عن التوصل إلى اتفاق جديد لإجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب، بعد فشل تنفيذ اتفاق أول الأربعاء.
وأعلن الجيش الروسي في بيان أنه “سيتم إخراج المسلحين في 20 حافلة و10 سيارات إسعاف ستسلك ممراً خاصاً باتجاه إدلب”، شمال غرب سورية، والتي تسيطر عليها فصائل معارضة.
وأكد أن “السلطات السورية ستضمن سلامة كافة المقاتلين الذين يقررون ترك أحياء حلب الشرقية”.
وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق إن المفاوضات حول ترتيبات الإجلاء انتهت الساعة الثالثة فجر الخميس، مشيراً إلى أنه سيتم أولاً إجلاء الجرحى وعائلاتهم و”250 ناشطاً” ضد النظام غير مسلحين.
وأفاد التلفزيون الرسمي بأن “أربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم سيتم إخراجهم من الأحياء الشرقية بحلب”.
كذلك، قال الفاروق أبو بكر، من حركة أحرار الشام والمكلف بالتفاوض حول عملية الإجلاء، إن الدفعة الأولى ستكون من “مدنيين وجرحى، والثوار سيخرجون بعد أول أو ثاني دفعة”.
الفوعة وكفريا
ونصّ الاتفاق، بحسب المصدر السوري لحقوق الإنسان، على أن يتم في مقابل عملية الإجلاء من حلب، إجلاء جرحى ومرضى من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل المعارضة في محافظة إدلب.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حماة محمد الحزوري قوله إنه تم “إرسال 29 حافلة وسيارات إسعاف وفرق طبية إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب لإخراج الحالات الإنسانية وعدد من العائلات”.
وأوضح مصدر ميداني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية أنه سيتم “إجلاء 1200 جريح ومريض وذويهم” من الفوعة وكفريا.
وتوقع مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن يُنقل الخارجون من الفوعة وكفريا “بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول مدينة حلب” إلى مدينة اللاذقية، غرب سورية.
ويسيطر “جيش الفتح”، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة)، على محافظة إدلب بشكل كامل منذ صيف العام 2015 باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا حيث الغالبية شيعية وموالية للنظام.
يُذكر أن هجوم قوات النظام الذي بدأ في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر على شرق حلب أسفر عن مقتل 465 مدنياً، بينهم 62 طفلاً في الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، مقابل 149 مدنياً، بينهم 45 طفلاً جراء قذائف الفصائل على أحياء تحت سيطرة قوات النظام، وفق حصيلة للمرصد السوري.
الصورة: حافلات تنتظر إجلاء المدنيين من شرق حلب/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659