متابعة حسن عبّاس:
نفت تركيا الإثنين، 12 كانون الأول/ديسمبر، إبرامها أي "صفقة" سرية مع روسيا حول مستقبل سورية، وذلك قبيل اجتماع ثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران.
اجتماع ثلاثي غداً
وأتت التصريحات التركية عشية اجتماع بين وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف سيُعقد الثلاثاء في موسكو حول سورية.
وتعليقاً على علاقة الاجتماع المذكور بصفقة ما تلوح في الأفق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية لوكالة الصحافة الفرنسية "لا نرى الأمر بهذا الشكل" وأضاف "المسألة ليست كما وكأننا نقوم بصفقة ما".
وذكر المسؤول التركي أن "الروس اقترحوا أن تجتمع تركيا وروسيا وإيران لإيجاد حل، بخصوص حلب بشكل أولي، يمكن توسيعه ليشمل الأنحاء الأخرى من سورية"، معرباً عن أمله في أن تعطي المحادثات "دفعاً" لجهود حل النزاع.
وقال "إنه ليس اجتماع معجزة" مضيفاً "سيكون بمثابة فرصة جيدة لفهم ما يحصل".
وشدد على أن أنقرة مصممة على موقفها في وجوب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لكي يمكن التوصل إلى حل في سورية.
وقال "لا يمكن بأي شكل أن يكون لدينا أي اتصال بالنظام السوري" نافياً عقد أي محادثات سرية مع ممثلين عن الأسد.
وأضاف "إن شخصاً مسؤولاً عن مقتل 600 ألف شخص لا يمكن أن يكون الشريك في حل. اتفقنا مع الروس على عدم التوافق حول هذه المسألة".
بوتين والصفقة
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو يوم الجمعة الماضي، تعليقاً على المستجدات في حلب، إن "ما يحدث هو بالضبط ما اتفقنا عليه مع الرئيس التركي خلال زيارته إلى سان بطرسبورغ. لقد اتفقنا على أن تركيا ستقدم كل المساعدة الممكنة لإخراج المسلحين المستعدين لإلقاء السلاح، قبل كل شيء، للحفاظ على أرواح المدنيين".
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه اتفق مع نظيره التركي على حث الأطراف المتنازعة في سورية على إطلاق جولة من المفاوضات في العاصمة الكازاخستانية أستانة.
وقال إن "المرحلة القادمة تتمثل بالتوصل إلى اتفاق لوقف النار بشكل تام في سورية، نحن نجري محادثات نشطة مع ممثلي المعارضة المسلحة بوساطة تركيا".
وأضاف "اتفقنا مع الرئيس (التركي رجب طيّب) أردوغان على أننا سنقترح على الأطراف المتنازعة، نحن من طرفنا على الحكومة السورية، والرئيس التركي على ممثلي المعارضة المسلحة، أن تجري عملية المفاوضات السلمية على منصة سلمية. وأستانة يمكن أن تكون بمثابة هذه المنصة".
ولفت إلى أنه "إذا حدث ذلك فلن تصبح هذه منصة للتنافس مع جنيف، بل سوف تكمّل محادثات جنيف".
وتدهورت العلاقات بين تركيا وروسيا إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة العام الماضي، عندما قامت مقاتلة تركية بإسقاط طائرة حربية روسية فوق سورية.
لكن في وقت سابق من هذا العام جرت مصالحة بين الطرفين بعد لقاء بوتين وأردوغان في سان بطرسبورغ، وتحسنت العلاقات بينهما بشكل ملحوظ.
حلب والإجلاء
ميدانياً، تمكن الإثنين أكثر من ثلاثة آلاف شخص من الخروج من الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في حلب.
ولم يُعلن رسمياً عن استئناف عمليات الإجلاء التي علّقها النظام الجمعة، لكن ميدانياً كان يمكن رؤية مواكب الحافلات تسير بشكل مستمر.
وقال أحمد الدبيس، رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الإجلاء، إن حوالى ثلاثة آلاف شخص وصلوا صباح الإثنين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، عبر موكبين يتألف كل منهما من عشرين حافلة.
من جانب آخر، تمكن 500 شخص من مغادرة بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما فصائل المعارضة في محافظة إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي نيويورك، صوّت مجلس الأمن الدولي الإثنين على مشروع قرار جديد ينص على إرسال مراقبين دوليين إلى حلب بهدف ضمان حسن سير عمليات إجلاء المدنيين والمسلحين من أحيائها الشرقية.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659