قوات تركية في سورية/وكالة الصحافة الفرنسية
قوات تركية في سورية/وكالة الصحافة الفرنسية

متابعة حسن عبّاس:

أبدت تركيا الخميس، 22 كانون الأول/ديسمبر، تصميمها على مواصلة عمليتها العسكرية في شمال سورية برغم الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها قواتها في هجمات شنّها تنظيم داعش في محيط بلدة الباب حيث قتل 14 جندياً تركياً الأربعاء.

وشهد الجيش التركي، الأربعاء، اليوم الأكثر دموية منذ بدء تدخّله في شمال سورية قبل أربعة أشهر في مواجهة تنظيم داعش وكذلك فصائل كردية سورية.

وقُتل 14 جندياً وأصيب 33 بينهم ستة إصاباتهم خطرة، في سلسلة هجمات تبنّاها داعش في محيط معقله في بلدة الباب حيث يحاول مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من أنقرة طرد التنظيم منها.

وهذه الحصيلة ترفع إلى 36 عدد الجنود الأتراك الذين قُتلوا في سورية منذ إطلاق الهجوم التركي "درع الفرات"، في 24 آب/أغسطس، وغالبيتهم في هجمات لداعش، وذلك بحسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، الخميس، إن "تركيا تخوض معركة مهمة ضد الإرهاب وستتواصل داخل وخارج البلاد. وبالتالي، يمكن أن يسقط لنا شهداء".

وأضاف "للأسف، لقد فقدنا بالأمس 14 شهيداً من البواسل في حملة درع الفرات في محيط الباب".

وتابع "إنها بالنسبة إلى تركيا معركة وجود. إنها معركة كبرى تجري باسم وحدة تركيا".

مقاومة شرسة

وبحسب إحدى الوكالات الإخبارية التابعة لداعش، فإن مقاتلي التنظيم المتطرّف نفّذوا الأربعاء ثلاث هجمات انتحارية بالسيارات المفخخة ضد القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة حين حاولوا التقدم نحو الباب من غرب البلدة.

وادّعى مقرّبون من داعش، على منتديات جهادية، أن التنظيم قتل أو أصاب 70 جندياً تركياً.

أما الطيران التركي، فقد أغار على 47 هدفاً في محيط الباب على بعد 25 كلم من الحدود التركية، بحسب وكالة الأناضول الموالية للحكومة.

وأقرّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء بأن بلاده قدّمت "شهداء" في هذه المعارك قبل نشر الحصيلة.

وقال إن "الباب مطوّقة بالكامل من قبل الجيش السوري الحر وجنودنا. المدينة ستسقط بأكملها عاجلاً أو آجلاً".

وأعلن الجيش التركي أن معارك عنيفة اندلعت حول مستودع للأسلحة يستخدمه داعش منذ سنتين. وأكد أن 138 إرهابياً قُتلوا في المعارك، وذلك في حصيلة لا يمكن التحقق منها من مصادر مستقلة.

وبعدما ساعدت فصائل المعارضة السورية على طرد داعش من عدة بلدات، خصوصاً جرابلس والراعي ودابق، وجّهت أنقرة قواتها نحو الباب، معقل تنظيم داعش في ريف حلب، على بعد 35 كلم شمال شرق مدينة حلب.

ويبدو أن داعش يبدي مقاومة أكثر شراسة في الباب حيث أن الحملة التركية التي كانت تتقدم بسرعة بعيد إطلاقها، وتنسحب عناصر داعش أمامها، تُراوح مكانها الآن فيما يسقط عدد متزايد من القتلى والجرحى من الجنود الأتراك.

ويشير خبراء إلى أن داعش لن ينسحب بسهولة من الباب لأن ذلك يفتح الطريق أمام وصول القوات المعادية له إلى معاقله الأساسية في سورية.

وقال الخبير الأردني في الجماعات والحركات الإسلامية مروان شحادة لموقع (إرفع صوتك) "لن ينسحب داعش من مدينة الباب لأنه يعرف أنها تفتح طريق أعدائه إلى الرقة ودير الزور".

وخلال الشهر الماضي، قُتل أربعة جنود أتراك قرب الباب بضربة جوية نسبتها أنقرة إلى النظام السوري. ونفت موسكو أي ضلوع لقواتها أو قوات النظام السوري بهذا القصف.

وأعلنت هيئة أركان الجيش التركي، في مطلع كانون الأول/ديسمبر، أنها فقدت الاتصال باثنين من جنودها في شمال سورية وتبنى تنظيم داعش خطفهما.

وإلى جانب داعش، يستهدف الهجوم التركي وحدات حماية الشعب الكردية، المتحالفة مع الولايات المتحدة في سورية في معركتها ضد الإرهاب.

وتتهم تركيا هذه الوحدات التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي بأنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنّف منظمة "إرهابية" من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: