متابعة إلسي مِلكونيان:
غيّرت المعارك التي شهدتها مدينة حلب، على مدى أكثر من أربع سنوات، معالم مدينتها القديمة لأنها تحولت إلى خط تماس بين الجيش السوري والفصائل المعارضة.
وفي المدينة القديمة أسواق ومواقع دينية مهمة، حلّ الدمار على بواباتها القديمة وشوّه أبنيتها الأثرية، ومنها الكاتدرائية المارونية في ساحة فرحات غرب حلب، والتي هجرها المصلون والزوار طوال سنوات الحرب.
وعندما أعلن الجيش السوري مساء الخميس، 22 كانون الثاني/ديسمبر، استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب، تجددت رغبة متطوعين بإعادة الحياة إلى الكاتدرائية بعد القصف الذي تعرضت له، ليتم فيها إقامة الصلوات من جديد احتفالاً بعيد الميلاد، الأحد، 25 كانون الثاني/ديسمبر.
وتبدو آثار القصف التي خلفتها المعارك واضحة على الكاتدرائية، حيث استقرت إحدى القذائف على جدارها الأمامي وأخرى على قبتها وثالثة انتشرت شظاياها داخل البهو.
ويجمع الفنان التشكيلي نعمة بدوي (53 عاما) وشقيقه بشير القطع الخشبية وبقايا من حطام السقف الذي سقط جراء القصف ليصنعوا منه مغارة الميلاد.
ويقول الفنان السوري "نبني المغارة من أنقاض الكاتدرائية، من الخراب فيها وبقايا السقف لنظهر انتصار الحياة على الموت"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويأمل نعمة وشقيقه بشير (50 عاما) الانتهاء من عملهم قبل يوم الأحد المقبل برغم الثلج الذي كان يتساقط فوقهم من فتحة في السقف الخشبي المنهار والذي تحول إلى كومة من الألواح الخشبية في بهو الكاتدرائية.
ويروي بشير "جئنا فور علمنا أن العمليات العسكرية في حلب شارفت على الانتهاء"، مضيفا "حين دخلت الكاتدرائية للمرة الأولى، صدمني المشهد المحزن الذي هي عليه وكأنها سفينة تحطمت في قاع البحر".
وشكل المسيحيون 10 في المئة من سكان مدينة حلب قبل الحرب أي 250 ألفا. لكن معظمهم غادر المدينة فراراً من المعارك طوال سنوات النزاع فيها، ولم يبقَ هناك سوى 100 ألف، وفق الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659