متابعة حسن عبّاس:
اتفقت تركيا وروسيا الأربعاء، 28 كانون الأول/ديسمبر، على خطة لوقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية تدخل حيّز التنفيذ منتصف الليل، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية.
ولم يصدر أي تأكيد رسمي بعد على الخطة من موسكو أو أنقرة، ولكن من المعروف أنهما تكثفان تعاونهما مؤخراً للتوصل إلى حل النزاع السوري.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إنه ليس لديه تعليق فوري على الموضوع.
لكنّ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أكّد الأربعاء أن تركيا أعدت اتفاقاً يسعى لوقف إطلاق النار.
وتهدف الخطة إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار الذي توصّل إليه البلدان في وقت سابق هذا الشهر وأتاح عمليات إجلاء من حلب، ليشمل كل أنحاء البلاد إلا أنها تستثني، مثل اتفاقات الهدنة السابقة، "المجموعات الإرهابية".
وقال مصدر من فصائل المعارضة رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية في بيروت إن التفاصيل لم تُعرض بعد رسمياً على فصائل المعارضة ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وذكرت قناة الجزيرة القطرية أن لقاءً جديداً سيُعقد الخميس في أنقرة، وهذه المرة بين ممثلين عسكريين عن فصائل المعارضة وروسيا.
ولم يتضح أين ومتى تم الاتفاق على هذه الخطة، لكن جرت محادثات خلال الأسابيع الماضية في أنقرة بين تركيا وروسيا وممثلين عن المعارضة السورية.
وكانت خطط وقف إطلاق النار السابقة تتم برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. لكنها لم تسجل سوى نجاح مؤقت وفشلت في التوصل إلى حل للنزاع.
وكانت روسيا وإيران وتركيا قد أبدت الأسبوع الماضي استعدادها للوساطة في اتفاق سلام بعد إجراء محادثات في موسكو حيث تبنّت الدول الثلاث إعلانا يحدد المبادئ الأساسية التي يتعيّن أن يتضمنها أي اتفاق يتم التوصل إليه.
ولا تشمل ترتيبات المحادثات الولايات المتحدة وستكون بمعزل عن مفاوضات أخرى تتوسط فيها الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الروسي الثلاثاء إن الحكومة السورية تتشاور مع المعارضة قبيل محادثات سلام محتملة في حين قالت جماعة معارضة مدعومة من السعودية إنه لا علم لها بالمشاورات لكنها تؤيد وقف إطلاق النار.
الخطوة التالية
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن تركيا وروسيا تعملان لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار عند منتصف الليل، وأن الخطة في حال نجاحها ستشكل أساساً لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في أستانا في كازاخستان.
لكن يبدو أن أنقرة وموسكو لم تتوصلا إلى اتفاق على كل النقاط. فقد قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأربعاء إن أي عملية انتقال نحو السلام في سورية تضم الرئيس السوري بشار الأسد ستكون "مستحيلة" لأن المعارضة السورية لن تقبله.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات الثلاثاء إنها تحث جماعات مقاتلي المعارضة السورية على التعاون مع "الجهود الإقليمية المخلصة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكنها أشارت إلى أنها لم تتلقّ دعوة لحضور أي مؤتمر.
وقال رياض حجاب المنسق العام للهيئة إن هناك حاجة "لإجراءات بناء الثقة" لتوفير الأجواء المناسبة تمهيداً لمحادثات للانتقال السياسي يجب أن تجرى في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وذكرت الهيئة أنها ترغب في هدنة تشمل جميع الأراضي السورية وتحقق بنود قرارات سابقة للأمم المتحدة.
وقال حجاب إن الهيئة العليا للمفاوضات لم تبلّغ بأي ترتيبات رسمية، لكنه أضاف "ولا شك في أن تحديد أجندة واضحة سيسهم في تحديد مواقف القوى".
ولم يتم تحديد موعد بعد لمحادثات أستانا، لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن اللقاء لا يزال في مرحلة التخطيط.
وشددت على أن المحادثات لن تكون بديلاً لعملية السلام التي تجري مفاوضاتها عادة في جنيف من أجل حل النزاع السوري.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659