الأردن – بقلم صالح قشطة:
شأنهم شأن أقرانهم في المجتمعات العربية، يطمح الشباب الأردني في عام 2017 لإحداث تغييرات تطال بعض تفاصيل حياتهم إن لم يكن معظمها، لعلهم بذلك يرتقون بمجتمعهم نحو مصاف الدول المتقدمة لتأمين مستقبلٍ مشرق يترقبونه بوافر الأمل والتفاؤل، وإن كان حجم الصعوبات والتحديات التي تلوح بأفق بلادهم كبيراً.
طموحات وأفكار وقرارات افتراضية تحدث بها مجموعة من الشباب الأردني إلى موقع (إرفع صوتك)، يأملون أن تتحقق في حال كانوا يوماً ما صناعاً للقرار.
الحرية والتشاركية
يتطلع نائل عياش، وهو شاب أربعيني يعمل في مجال المسرح، إلى مزيد من الحرية والتشاركية، ويوضح ذلك بمنح الشباب فرصة أكبر في صياغة القوانين التي تمس حياتهم، وذلك من خلال قانون انتخاب عصري ورفع القبضة الأمنية عن مناحي الحياة وإلغاء مفهوم الأصول والمنابت، بحيث يتم تفعيل دور الدولة المدنية التي تنظر إلى المواطن كإنسان بغض النظر عن أصله أو نسبه أو ديانته.
وفي حديثه إلى موقع (إرفع صوتك) يقول عياش إنّه لو كان صانعاً للقرار في الدولة فسيتخذ قرارات تتمثل في إعادة النظر في أساليب التعليم وتأهيل الحياة التعليمية من مناهج وأساليب تدريس، وإضافة ما يعرف بتدريس الأديان وتعاليمها من باب المعرفة بالآخر والاقتراب منه لا النفور منه، بالإضافة إلى تفعيل مادة تعنى بالحقوق والممارسات الديموقراطية وتفعيل تدريس الفنون الجميلة والراقية.
فرص عمل عادلة
توزيع الفرص الوظيفية بشكل عادل كانت النقطة الأبرز التي يتحدث عنها يزن يونس، وهو شاب في منتصف العشرينات يعمل في مجال شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطمح إلى تغيير السياسات المتبعة في التوظيف، بالإضافة إلى الضرائب التي يرى أنها تثقل كاهل المواطن في الأردن.
ويقول الشاب لموقع (إرفع صوتك) "لو كنت مسؤولاً فأول قرار سأقوم باتخاذه هو إلغاء الضرائب، ومن ثم تغيير أي مسؤول يعمل من أجل مصالحه الشخصية، وبدلاً عنه سأعين كفاءات شبابية مشهود لها بالعطاء".
حذف خانة العائلة من الهوية
أما رامي كامل، وهو شاب في نهاية الـ30، موظف قطاع خاص، يوضح لموقع (إرفع صوتك) أن أول قرار سيتخذه لو كان صاحب قرار هو حذف خانة العائلة من بطاقة الهوية وأي معاملة رسمية، والاكتفاء فقط بالاسم الأول والأب والجد، لضمان أن يتلقى الشخص معاملة عادلة بعيداً عن أية مزايا قد يحصل عليها نظراً لانتمائه لعائلة أو عشيرة ذات ثقل سياسي أو اجتماعي في الدولة.
السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي
ويتمثل التغيير الذي يرغب بتحقيقه في فرض سيطرة الدولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تكون هناك رقابة وقوانين رادعة تحاسب الأشخاص المسيئين الذين يسيئون استخدام تلك المنابر لبث خطاب الكراهية والإساءة للأشخاص، وللحد من ظاهرة اغتيال الشخصيات التي باتت منتشرةً في الآونة الاخيرة، بالإضافة لتنظيم حملات توعوية تجوب مدارس المراحل الأساسية لتزرع في شخصيات الأطفال بأسلوب حديث ومشوق آداب الحوار وتنمي بداخلهم ثقافة الاختلاف، وأن حريتهم تنتهي حيثما تبدأ حرية الآخر.
تشريعات حول بناء دور عبادة جديدة
وبالنسبة لدانيا سلامة، وهي ممرضة في إحدى المستشفيات، فتشير إلى أنها لو كنت صاحبة قرار لأصدرت تشريعات تنظم وتقنن منح رخص بناء دور عبادة جديدة.
فلا خلاف على أهمية وجودها روحانياً ودينياً، لكن يجب أن تخضع لتنظيم محكم. وتوضح خلال حديثها إلى موقع (إرفع صوتك) أنه "من المؤسف أن تزور مدن ومناطق أردنية لا تجد فيها سوى مستشفى واحد بإمكانيات متواضعة يخدم الآلاف أو مئات الآلاف من المواطنين، بينما تجد بالمقابل مئات الجوامع التي لا تمتلئ بأغلب الاحيان بأكثر من صفين من المصلين".
وتؤكد الشابة أن العمل الصالح يتمثل أيضاً في إقامة مزيد من المستشفيات والمدارس وحتى الحدائق العامة لخدمة المجتمع، فهذا حتماً ما نادى به الله وكتبه السماوية.
كما تتمنى سلامة أن يتم تغيير النظام الوظيفي للعاملين في المؤسسات الرسمية من تقاضيهم لراتب شهري ثابت إلى راتب يقاس حسابه بعدد ساعات الإنجاز، وأن يخضع النظام لرقابة نزيهة محايدة وتقييم شهري حسب المنجز، بحيث تتم مكافئة المجتهد وإنذار المقصر، ما سيوفر على الدولة دفع رواتب لموظفين لا يعملون، وبالمقابل يضمن أن يلتزم الموظف بعمله، ويجعله في سعي لرفع جودة عمله لنيل كافة المزايا الوظيفية والمكافآت.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659