مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف:
يتفق جميع أفراد أسرة نذير قاق السورية المقيمة بمصر على شيء واحد يمثل حلمهم الأكبر في عام 2017، هو انتهاء الحرب في سورية وأن يحل السلام في ربوعها ليتمكنوا من العودة إليها والعيش بمدينتهم حمص وتنسم عبير ترابها.
ويضيف الأب في حديث لموقع (إرفع صوتك) على ذلك أنه يتمنى زيارة قبر والدته المدفونة بحمص... وتلك أقصى أمانيه.
توفيت والدة نذير منذ بضع سنوات. وقد اعتاد زيارة قبرها كلما اشتاق إليها، لأن ذلك يضيف إليه راحة نفسية وسلاما داخليا. وهو يتمنى العودة إلى بلاده لكي يبقى قريبا من قبر والدته، ويشعر بوجودها وإن كانت روحاً فقط.
أفتقد أصدقائي
العائلة التي لجأت إلى مصر منذ ثلاث سنوات تقريباً تحاول التأقلم مع البلد الجديد. وتتكلم عن فترة الإقامة في مصر وتحدياتها.
"فرق كبير بين الحياة هنا في مصر وهناك في سورية"، يقول أحمد نذير ابن الـ 12عاما والذي خرج من بلدة حمص السورية.
ويتابع لموقع (إرفع صوتك) "كان عندي بسورية أصحاب كثر أفتقدهم الآن وأشتاق للعب كرة القدم معهم. لكنني تأقلمت مع الوضع هنا في مصر ولدي بعض الأصدقاء ألعب معهم... لكن ساعات أشعر معهم بالغربة".
أما أخته نادية والتي تكبره بعام واحد فتشكو من صعوبة اللهجة المصرية وتشعر بالغربة نظرا لاختلاف الطبيعة والبيئة، كما أنها تعاني من صعوبة التأقلم والاندماج مع الأصحاب والجيران لصعوبة التواصل، فهي لا تفهم كلامهم وهم بالمقابل لا يعرفون اللهجة السورية.
أرقام متضاربة
تتضارب الأرقام بشأن أعداد اللاجئين السوريين في مصر. فبحسب تقرير المفوضية السامية لحقوق اللاجئين السوريين في مصر الصادر في أيلول/سبتمبر 2013، فقد وصلت هذه الأعداد إلى 120 ألف لأجيء سوري.
ووفق تصريح للمتحدثة باسم المفوضية في منتصف الشهر الماضي، فإن الأعداد وصلت إلى 131 ألف، بينما قدر السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي عدد اللاجئين السوريين بمصر بـ300 ألف سوري.
التعليم
آخر العنقود عبد المغني، وهو الابن الأصغر بالأسرة السورية المقيمة بمصر وعمره ثماني سنوات، لا يعاني مما يشتكي منه إخوته. فقد استقر بمصر وهو ابن الخامسة فاستطاع تعلم اللهجة المصرية وكوّن صداقات من أبناء جيله ويمارس معهم حياته كأي طفل عادي. لكنه يشكو من صغر مساحة المنزل الذي يقيمون فيه، فقد كانت الأسرة تمتلك بيتاً أكبر في حمص بسورية. كما يشكو عبد المغني من التعليم "فالكتب كثيرة والمدرسون يستخدمون أسلوب التهديد بالعصا"، كما بقول لموقع (إرفع صوتك).
الغربة ألم ودمار
رب الأسرة، نذير عبد العليم القاق، والذي يعمل منسقاً بمنظمة الصحة العالمية للسوريين بمصر فيرى أن أهم مشكلتين تواجه اللاجئين السوريين هما التعليم والإقامة. أما المعيشة من مأكل ومسكن وشرب فهي مؤمنة رغم أن معظم اللاجئين في مصر يواجهون ظروف اقتصادية صعبة، لكن المشكلة الأكبر بالنسبة للأولاد هي عدم تأقلمهم مع الرفاق المصريين كما أنهم مشتتون بين اللهجات.
ويضيف نذير لموقع (إرفع صوتك) أن أغلب الأسر السورية تدمر تدميرا كاملاً خاصة من الناحيةً النفسية جراء بعدهم عن أوطانهم فالغربة ألم وعدم استقرار وغياب أمان.
ويقول "كل شيء تغير سواء في حياتنا أو حياة أطفالنا الذين يعانون اختلافاً كبيراً في كل مناحي حياتهم سواء الإقامة أو الألعاب أو التعليم وطريقته أو البيئة وكل هذا يؤثر سلباً على نفسيتهم".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659