الأردن – بقلم صالح قشطة:
هل سيكون عام 2017 عاماً مختلفاً، أم أنها مجرد أرقام، تتبدل وتتجدد، ليبقى الحال على ما هو عليه؟ وهل سيشهد هذا العام تراجعاً أم تصاعداً في وتيرة الإرهاب التي أخذت منحاً تصاعدياً في الأعوام الماضية؟ أم أنه سيكون بداية أمل لفجر جديد يجتث الإرهاب من كل بؤره وجذوره ليعم الأمن والسلام أرجاء العالم؟
كل تلك الأسئلة توجهنا بها في (إرفع صوتك) لمجموعة من الشباب الأردنيين للوقوف عند توقعاتهم للعام الجديد 2017.
منطقة آمنة وسالمة
عمرو الحنيطي، 25 عاماً، يعمل كمعلم للغة الإنكليزية في إحدى مدارس منطقة سحاب، بالقرب من العاصمة الأردنية عمّان، يتمنى ألا يشهد العام الجديد تصاعداً في الأعمال الإرهابية، وأن تكون المنطقة العربية آمنة وسالمة بشكل عام.
ومن منطلق اختصاصه في مجال التعليم، يقول الشاب لموقع (إرفع صوتك) إنه لا بد من توظيف المنظومة التعليمية للحد من الإرهاب، من خلال الإشراف المبكر على الطلبة منذ المرحلة الأساسية، خاصة في المناهج المتعلقة بالتربية الإسلامية، حيث يجب أن يكون التركيز على إظهار صورة الإسلام الحقيقي المعتدل لهم.
ويشير إلى أنه على المعلم أيضاً أن يعمل على توعية الطلبة، بعيداً عن المناهج والمقررات، وأن يعلمه التمييز بين الصواب والباطل، وأن يبتعد عن أية أفكار متطرفة قد تواجهه في حياته، والتركيز على الأخلاق الحميدة وتعزيزها لديه. "علينا تدريبه على تقبل كل ما هو مختلف عنه وعن ما اعتاد عليه في حياته" يقول عمرة.
الإرهاب مستمر؟
أما وليد زياد، وهو شاب يبلغ 24 عاماً من عمره، يعمل في مجال التنمية البشرية، فيرى كمتابع للأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، أن احتمالية حدوث أعمال إرهابية ستكون كبيرة عام 2017، "فالإرهاب الذي رأيناه لا يمكن التخلص منه بين ليلة وضحاها"، إلا أنه يتمنى ألا يتحقق ذلك ويبقى في إطار التوقعات فقط لا غير.
وعن سُبل الحد من الإرهاب، يؤكد الشاب خلال حديثه إلى موقع (إرفع صوتك) على دور كافة المراكز المعنية بالعمل التنموي والعمل مع الشباب، بأن تركز من خلال برامجها الموجهة للشباب على تقديم محتوى مدروس يعرّف الإرهاب بشكل واضح، ويعمل على تصويب أية صفات قد تؤدي إلى تحول بعض الشباب إلى متطرفين يوماً ما.
ويضيف "التطرف لا يقتصر على ما نراه من إرهاب، فهناك تطرف في أنماط حياة البعض، وهناك تطرف في التعامل وتطرف في الفكر"، مؤكداً على ضرورة التعامل مع كل هذه التفاصيل للوصول إلى مرحلة آمنة من ظهور أي متطرفين بين الشباب.
كما يشير وليد إلى أهمية البرامج التي تعمل على تعزيز الشعور بالمسؤولية المجتمعية، وتمرين الشاب على تقديم الخدمات والأعمال التطوعية لغيره من أبناء المجتمع، نظراً إلى أن كل هذا يصب في مصلحة خلق جيل واعٍ ومسؤول وينبذ التطرف.
لا مؤشرات لتراجعه
أما نرمين ثلجي، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 28 عاماً، فتتوقع تصاعداً في وتيرة الإرهاب في 2017.
وخلال حديثها إلى موقع (إرفع صوتك)، تقول السيدة إن وقت الفراغ في حياة كثير من الشباب يشكل خطراً عليهم، وهذا يعرضهم للاستدراج من قبل التنظيمات الإرهابية بشكل أكبر، فهم أكثر قابلية لتبني أية أفكار متطرفة قد تواجههم.
وتشدد على ضرورة خلق فرص عمل لا تترك حيزاً للفراغ في حياتهم، مردفة "هناك مسؤولية تقع على الحكومات، بإيجاد مشاريع جديدة تساهم في بناء الوطن وتعمل على استثمار الشباب وطاقاتهم". وتنوه لضرورة تشجيع الشباب على ممارسة الأعمال المهنية التي يحتاجها المجتمع، وتدريبهم على التخلص من ثقافة العيب التي تصنع منهم أشخاصاً عاطلين عن العمل.
كما تؤكد خلال حديثها على دور الأسرة، بمتابعة الأبناء وملاحظة سير توجهاتهم ومن هم أصحابهم، والمحيطين بهم، والاطلاع على المحتوى الذي يتصفحه الشباب عبر الإنترنت، كون ذلك يؤثر في شخصية الشاب وتوجهاته، لا سيّما وسائل التواصل الاجتماعي، التي ترى أنها تغرس في نفوس الشباب الكثير من المفاهيم والأفكار المتطرفة. "فالمتابع لها سيجد الكثير من المنشورات المتعاطفة مع الإرهاب والتي تروج لداعش كمنظمة إسلامية مثلاً!"، تقول نرمين.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659