غسان سلامة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدث في ليبيا/وكالة الصحافة الفرنسية
غسان سلامة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدث في ليبيا/وكالة الصحافة الفرنسية

المغرب - عبد العالي زينون:

ما زال الصراع في ليبيا يخيم بظلاله على توحيد وجهات النظر للخروج بالبلاد إلى بر الأمان بعدما أنهكتها الصراعات السياسية والعسكرية منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.

ثلاث حكومات

وبدأت أفق الحل بمساعي دولية لرأب الصدع وتقريب وجهات نظر الفرقاء السياسيين، عبر جولات حوار ومفاوضات طويلة توجت باتفاق الصخيرات بالمغرب أواخر 2015.

وتتصارع ثلاث حكومات على السلطة في ليبيا: حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت عقب اتفاق الصخيرات وتحظى بدعم واعتراف دوليين، وحكومة الإنقاذ التي تشكلت عام 2014 وتسيطر على مناطق في جنوب وغرب ليبيا. تنازلت هذه الحكومة عن طموحها في السلطة لصالح حكومة الوفاق الوطني عام 2016، لكن سرعان ما انقلبت عليها وعادت للسيطرة على مؤسسات الدولة في طرابلس.

اقرأ أيضا: 

أربعة تحديات هامة تواجه ليبيا

حفتر: السراج لا يملك طرابلس

أما الحكومة الثالثة، فهي حكومة طبرق المنبثقة عن برلمان طبرق في شرق ليبيا. وتحظى بدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.

خارطة طريق

أمام هذا الوضع المعقد، سارعت الأمم المتحدة إلى تعيين الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى ليبيا، في حزيران/يونيو 2017، وهو سادس مبعوث أممي إلى ليبيا منذ اندلاع الأزمة. وبعد حوالي ثلاثة أشهر من المشاورات واللقاءات المكثفة، أعلن الدبلوماسي اللبناني وضع خارطة طريق جديدة علها تخرج البلاد من نفق الأزمة.

وقدم غسان سلامة، الأربعاء 20 أيلول/سبتمبر، رؤية للحل في ليبيا تقوم على ثلاثة محاور، وذلك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

​​

​​

تتعلق المرحلة الأولى بتعديل اتفاق الصخيرات وتشكيل مؤسسات جديدة للدولة من قبيل مجلس رئاسي من ثلاثة أعضاء، وتعيين رئيس للوزراء، وانتخاب مجلس النواب ومجلس الدولة.

 فيما تتضمن المرحلة الثانية عقد مؤتمر وطني عام ترعاه الأمم المتحدة، ويشارك فيه المستبعدون أو الذين همشوا أنفسهم، ومختلف الأطراف التي لم ترغب في المشاركة في العملية السياسية، في إشارة إلى الجماعات المسلحة.

وتضمنت خارطة الطريق مرحلة ثالثة تتعلق بإجراء استفتاء لاعتماد دستور في ظرف سنة، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وانتهاء المراحل الانتقالية، فضلا عن معالجة قضية النازحين وتوحيد الجيش الليبي.

ردود متباينة

أثارت خارطة الطريق الجديدة ردود فعل متباينة بين مرحب ومتوجس، خصوصا وأنها لم ترتبط بمدى زمني محدد كما عبر عن ذلك عبد السلام نصية، رئيس لجنة الحوار الممثلة لمجلس نواب طبرق لتعديل الاتفاق السياسي.

وقال نصية في رد مطول على خارطة غسان سلامة، عبر صفحته على (فيسبوك) "إن الخارطة جيدة وتحتوي على الخطوط العريضة لمعالجة الأزمة الليبية" لكنها "تحتاج إرادة" لتنفيذها.

​​

​​

 من جانبه، نقل المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عن فائز السراج "دعمه لخارطة الطريق التي طرحها غسان سلامة وتفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، مشيرا إلى أهمية وضع إطار زمني لمراحل خارطة الطريق والاستفادة من التجربة الماضية بحيث يتم التعامل بحزم من قبل المجتمع الدولي مع المعرقلين للاتفاق السياسي ولعودة الاستقرار إلى ليبيا".

وقال المكتب في بيان نشره على صفحته بموقع (فيسبوك) إن السراج  أكد "على ضرورة عودة بعثة الأمم المتحدة للعمل من داخل ليبيا في أقرب وقت ممكن، وأن تكون الأمم المتحدة هي القناة الوحيدة التي تجمع فيها كافة المبادرات، كما طالب بدور أكبر للمنظمات والمؤسسات الدولية لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في مواجهة متطلبات ملفي الهجرة غير الشرعية والنازحين. 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة: