حاوره الجندي داع الإنصاف:
أطلقت دار الإفتاء المصرية مشروعا جديدا لمكافحة التطرف تحت عنوان "تشريح العقل المتطرف"، بمشاركة رجال دين ومتخصصين في الحركات الإسلامية وعلماء نفس واجتماع وقياديين سابقين من الجماعة الإسلامية، ممن خاضوا مراجعات فكرية في تسعينيات القرن الماضي.
لتسليط الضوء على هذا المشروع، يحاور موقع (إرفع صوتك) مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم إبراهيم نجم.
ما الأسباب التي دعتكم لإطلاق هذا المشروع؟
لا شك أن الأمن القومي المصري تعرض مؤخرا لهزات عنيفة بفعل عمليات إرهابية غادرة في قلب العاصمة، وأثرت بشكل قوي على صورة مصر أمام العالم، خاصة إثر تمكن عناصر إرهابية من التسلل إلى الكنيسة البطرسية، في 11 كانون الأول/ديسمبر 2016. وسبق ذلك استهداف كمائن الشرطة وعمليات اغتيال غادرة ضد شخصيات أمنية وقضائية.
اقرأ أيضا:
مصر تعلن الحرب على "الفتاوى الشاذة"
دار الإفتاء ترد على تحريم شيخ سلفي لتحية العلم
كل ذلك فرض علينا في دار الإفتاء المصرية أن نقوم بواجبنا تجاه الوطن في تشريح عقلية المتطرف ونفسيته والتداخل مع المؤثرات التي يتعرض لها، سعيًا لوقف تسلسل المراحل التي تؤدي بالمتطرف في النهاية إلى التحول إلى عنصر إرهابي يسعى بكل قوة وعزيمة إلى الإضرار بالغير ماديًا ومعنويًا.
سبق أن اتخذت دار الإفتاء خطوات عديدة لمواجهة الأفكار المتطرفة، ومن ذلك مرصد الأفكار التكفيرية، ماذا يميز المشروع الجديد عن سوابقه؟
يمثل مشروع "تشريح العقل المتطرف" تطوراً نوعياً في العمل الفكري والثقافي المعني بالتطرف والإرهاب، إضافة إلى أنه يقدم الدعم لصناع القرار والسياسات في الداخل والخارج وجهات التحقيق والمؤسسات المعنية بالتعامل مع المتطرفين والإرهابيين ومراكز إعادة تأهيلهم، خاصة وأن برامج إعادة تأهيل المتطرفين كشفت عن ثغرات كبيرة أدت إلى نتائج عكسية مغايرة لما هو مستهدف. ومن ذلك ما كشفته عملية استهداف الكنيسة البطرسية عن خطورة إطلاق سراح المتطرفين دون عمليات إعادة الدمج والتأهيل لمنعهم من العودة إلى الممارسات الإرهابية. كما أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه لكونه يجمع بين المعالجات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية من جانب والدينية من الجانب الآخر.
ما الهدف الأساسي الذي تسعون لتحقيقه؟
هدفنا هو إعداد دليل استرشادي يوضح كيف ينشأ الإرهابي والمراحل العامة التي يمر بها والمسارات التي يقطعها، وصولا إلى تنفيذ العمل الإرهابي وممارسة العنف والعمليات الانتحارية، ودراسة المؤثرات الداخلية والخارجية الدافعة في هذا الاتجاه، والسياقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية المصاحبة لذلك. هذا بالإضافة إلى المدركات والمفاهيم المعتقدة والمتداولة في عقلية المتطرف والتي تؤدي دورها في دفعه نحو التحول إلى إرهابي ينتظر الفرصة ليوقع القتلى والجرحى، وكذلك إخراج ورقة مفاهيمية تأصيلية توضح بشكل أساسي نشأة المتطرف وتكوينه الفكري والثقافي والاجتماعي، والإجابة على تساؤلات حول لماذا يُقبل الإرهابي، وخاصة من ينتمون إلى فئة الشباب، على قتل أنفسهم وتنفيذ العمليات الإرهابية؟ وما طبيعة من يقوم بتلك العمليات؟ وما هو التكوين النفسي والاجتماعي للانتحاري؟ وكيف يتم غسيل أدمغة من يقومون بتلك العلميات؟ وهل يمكن فهم تلك العقلية الانتحارية ومنعها فكريا من الإقدام على تنفيذ العمل الإرهابي؟ ولماذا يشعر الفرد بالمظلومية من الدولة والمجتمع والعالم والمختلف عنه دينيًا؟ وكيف يمكن وقف ومواجهة العمليات الانتحارية ومنعها من حصد أرواح الأبرياء؟
طيب من هم المستهدفون؟ بمعنى من تريدون مخاطبته بهذا المشروع؟
نستهدف بشكل أساسي متخذي القرار من المهتمين بمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب وجهات التحقيق في قضايا التطرف والإرهاب والمعنيين بشؤون الدعوة والقيادات الدينية وأئمة المساجد الإسلامية في الداخل والخارج وفئة الشباب باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة واستهدافا من قبل التنظيمات والجماعات الإرهابية وأيضاً دوائر البحث داخل العالم الإسلامي وخارجه والجامعات والمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بنشر السلام العالمي ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الحقل الاجتماعي والسياسي والثقافي.
ما هي وسائلكم للوصول إلى هذه الجهات؟
سيكون ذلك عبر عدة وسائل وآليات مختلفة، من بينها عقد اللقاءات الدورية وأوراش العمل المتخصصة في دراسة كافة الأطر والخرائط والشبكات ذات الصلة بالإرهاب لمناقشة قضية مكافحة التطرف ورسم خريطة تحول المتطرف إلى الممارسة الإرهابية. كما ستنظم الوحدة لقاء شهرياً مع أحد الشخصيات صاحبة الخبرة العلمية والأكاديمية في مجال مكافحة التطرف من مصر والعالم. هذا بالإضافة إلى أن هذه الوحدة ستضم لجنة على أعلى مستوى تتكون من مجموعة من المتخصصين والخبراء في المجالات المختلفة لفهم وتحليل الجوانب المختلفة في عقلية ونفسية الإرهابي والسياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها العنصر المتطرف بما يؤدي إلى استئصال جذور الإرهاب والتطرف.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659