مشاركة من متابع (إرفع صوتك) حيدر غسان الحسن:
لست أدري من أي مدينة أبدأ الحديث، لكن أغلب مدن العراق في مأزق. وعلى الرغم من عراقتها وإرثها الحضاري الكبير، لكن المدن العراقية اليوم تعاني من ازدحام السير والهجرة الكبيرة من الريف إلى المدينة والنسب العالية من تلوث الهواء نتيجة الدخان المنبعث من زحمة السيارات والشاحنات وقلة المساحات الخضراء، وغيرها من المشاكل في البنى الأساسية لهذه المدن ونمو السكان الكبير والفقر. ولم تتمكن الحكومة العراقية بعد 2003 من السيطرة على المدن من ناحية تقديم الخدمات ومعالجة المشاكل.
وانطلاقا من مرحلة الحياة التي نعاصرها وبعد التطور الكبير في هذه المرحلة وظهور الشركات والمنظمات العالمية العابرة للقارات، والتي برزت على شكل مراكز عالمية تمثل بؤراً تتشابك حولها المدن وقد تكون متباعدة الأماكن، لا بد من إنشاء مدن جديدة متكاملة بجانب المدن القديمة للتخفيف عن هذه المدن. وهذه ليست فكرة جديدة، إذ نراها تاريخيا موجودة وعبر شواهد مثل بناء مدينة سامراء وجعلها أشبه بالعاصمة بدل مدينة بغداد، لأهداف عدة منها توسع العمران وإعادة توزيع السكان وخلق مركز حضاري جديد وغيرها من الإيجابيات.
فالمدن الجديدة هي عملية متكاملة من ناحية المتطلبات التقنية والحضارية والثقافية، والعديد من هذه المدن الجديدة يتم تمويلها عبر مبدأ الاستثمار الأجنبي ومثال على ذلك تمويل شركة (CFLD) الصينية للمدينة المصرية الجديدة (العاصمة الإدارية) والتي تبلغ مساحتها 270 ميل وتشمل 21 حيا سكنيا، ويقدر عدد سكانها بخمسة ملايين نسمة. وكذلك هنالك العديد من الأمثلة على المدن الجديدة العصرية سنتطرق باختصار للبعض منها:
- مدينة إسطنبول الجديدة وهي عملية ولادة مدينة من أصل إسطنبول القديمة بعدد سكان 7.5 مليون نسمة وبمساحة 543 مليون متر مربع ويوجد فيها 108 مليون متر مربع من الطرقات، و167 مليون متر مربع مساحات مخصصة للبناء، و37 مليون متر مربع مساحات خضراء.
- مدينة شيبويا وهي إحدى المدن أو الأحياء المرتبطة بطوكيو اليابانية. وتعتبر من أهم مراكز الأعمال في اليابان. كذلك تضم إحدى أكبر محطات القطارات في طوكيو ومحطة عالمية للموضة. والمدينة تقع بمساحة 1511 كيلومترا مربعا وبعدد سكان يقارب المئتي ألف. فأين نحن من المدن الجديدة والعالم المتجدد متى نلتحق بركب التطور؟
الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع (إرفع صوتك) أو شبكة الشرق الأوسط للإرسال، ويتم نشرها إيماناً بحرية التعبير وضرورة فتح الباب أمام نقاش جاد للأسباب التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة.