اعتبر بطريرك الكلدان الكاثوليك لويس روفائيل الأول ساكو أن تعديل الدستور العراقي ضروري لضمان "المساواة بين جميع المواطنين"، مشددا على أن الدين "خيار شخصي" ولا يجوز إقحامه في شؤون الدولة، وذلك خلال مؤتمر صحافي في معهد العالم العربي في باريس الثلاثاء.
وقال رئيس كبرى الكنائس العراقية إن "الأولوية اليوم بالنسبة إلى العراقيين هي الأمن والاستقرار"، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة العراقيين على تحقيق ذلك وعلى "النهوض بطريقة صحية وغير طائفية".
وشدد البطريرك ساكو على أن "بناء الحجر لا يكفي إذا لم يترافق مع بناء الإنسان" والذي يتحقق، برأيه، من خلال التعليم وحرية التعبير والمعتقد.
وأضاف أنه "من أجل تحقيق هذا يجب تعديل الدستور" العراقي الذي أقر عام 2005.
وتابع البطريرك ساكو "أنا مواطن عراقي، لا يهم إذا كنت مسيحيا أو شيعيا أو سنيا أو كرديا... لا يجوز للدين أن يفصل بين المواطنين. الدين خيار شخصي: أن أؤمن أو لا أؤمن، أنا حر ولا يجوز فرض" الإيمان بالقوة، مشددا على "وجوب أن يعي الناس في الشرق الأوسط ذلك".
وأوضح أنه إذا أرادت دول الشرق الأوسط أن تنعم بمستقبل آمن "لا بد من دولة مدنية ولا أجرؤ على القول علمانية"، مشيرا إلى أنه لا يجوز أن تتبنى الدولة "ديانة واحدة" أي الإسلام وتعتبرها "الديانة الأولى والوحيدة الصحيحة وبقية الديانات تأتي خلفها".
وأعرب البطريرك الكلداني عن أسفه لما شهده سهل نينوى في شمال العراق، والذي يضم قرى وبلدات مسيحية كثيرة، من اضطرابات أمنية بسبب الأزمة التي أعقبت تنظيم إقليم كردستان استفتاء على الاستقلال في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقال "يجب التفكير بالسكان، بالمدنيين، هؤلاء الناس ليسوا بيادق يمكن اللعب بها".
وأعرب البطريرك عن سروره بعودة "1500 أسرة مسيحية" خلال الأسابيع الأخيرة إلى بلدة تللسقف وكذلك إلى قره قوش، كبرى المدن المسيحية في سهل نينوى.
وقال "المسيحيون عليهم واجب أخلاقي وتاريخي وديني أيضا للعودة والتعاون مع بقية السكان لإعادة إعمار مدنهم" التي خربها تنظيم داعش.