أرغفة خبز/Shutterstock
وسيرتفع سعر الخبز في الأردن إلى الضعف في حالة إقرار مشروع قانون الموازنة للعام المقبل

بقلم راشد العساف:

يعيش الشارع الأردني على صفيح ساخن منذ أيام، بعد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات والكهرباء في بداية الشهر الحالي.

ويُتوقع أن يؤدي تمرير قانون الموازنة لعام 2018 إلى ارتفاع جديد لأسعار الخبز والمواد الغذائية الأخرى.

أشرف هباهبة، 32 سنة، موظف في شركة خاصة، يقول إن "الحكومة تريد تأخذ آخر ما تبقى في جيوب المواطنين بفرض ضرائب إضافية على السلع".

ويتابع الشاب الأردني "لا أعلم كيف سأتدبر أمري عندما يرتفع سعر الخبز إلى الضعف، بعد رفع أسعار الكهرباء والمحروقات في بداية الشهر. راتبي الآن 400 دينار (560 دولارا)، وهو لا يكاد يكفيني".

وساطة المنسف

وشهد الأسبوع الماضي مناوشات حادة بين مجلس النواب والحكومة. ووقع 97 نائبا أردنيا مذكرة يشترطون فيها تراجع الحكومة عن رفع أسعار المحروقات والكهرباء قبل الدخول في مناقشة الموازنة المقبلة.

وفي ظل رفض النواب، لجأت الحكومة إلى استغلال وجبة غداء أقيمت احتفاء بانتخاب رؤساء لجان مجلس النواب، من أجل الوصول إلى تسويات مع النواب الرافضين. وانتهى اللقاء بتراجع بعضهم مقابل تنازلات قدمتها الحكومة.

وجرى الاتفاق على تكليف لجنة المالية في مجلس النوب بوضع آلية لتوزيع 171 مليون دينار رصدتها الحكومة لصالح المتضررين من رفع الأسعار.

وتقررت أيضا زيادة دينارين للمستفيدين من صندوق المعونة الوطنية لمواجهة ارتفاع مادة الغاز طيلة فصل الشتاء، إضافة إلى إعفاء كل مستهلكي الكهرباء من الزيادة التي تقررت (أربع فلسات) إذا حافظوا على استهلاكهم الشهري في مستوى أقل من 160 كيلو واط.

وعقب الاجتماع، انطلقت موجة تعليقات ساخرة في وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن. وكتب المتصفحون أن وليمة المنسف التي أقامها نائب رئيس الوزراء الأردني ممدوح العبادي نجحت في تغيير مواقف النواب.
 

​​​​

​​

كيف ستصبح الأسعار؟

رغم الانفراج النسبي بين الحكومة والبرلمان، إلا أن أكثر من 50 نائبا تمسكوا برفضهم قرار رفع الأسعار، خاصة في ظل توقعات يارتفاعات جديدة ستطال أسعار المواد الغذائية، وفي مقدمتها الخبز.

وسيرتفع سعر الخبز في الأردن إلى الضعف في حالة إقرار مشروع قانون الموازنة للعام المقبل، إذ سيتراوح سعر الكيلو الواحد بين 30 و36 قرشا (حوالي نصف دولار أميركي) بعد إلغاء الدعم عن مادة الطحين، بعدما كان لا يتجاوز 16 قرشا.

أكثر من هذا، ستلغى الإعفاءات الضريبية بشكل كامل عن عدد من السلع الغذائية، حسب مقرر الجنة المالية في مجلس النواب رياض العزام.

وستستثنى من الارتفاع أسعار كل من الأرز، والسكر، والشاي، البرغل، والبقوليات، والزيوت، اللحم، والحليب، والبيض، ومستلزمات طلبة المدارس، والمبيدات والأسمدة الزراعية، واللقاحات والأدوية البيطرية.​​

موازنة 2018

تبلغ قيمة العجز في الموازنة الأردنية لعام 2018 نحو مليار و200 مليون دينار أردني. لكن هذا العجز سينخفض في ظل وجود منح دولية لصالح المملكة الهاشمية إلى 543 مليون دينار، في وقت يشكل فيه توقف المنحة الخليجية تحديا كبيرا أمام الحكومة الأردنية.

ودفعت التحديات الأردن إلى زيادة أسعار بعض المواد ورفع الدعم أو الإعفاء الضريبي عن أخرى.

ويشير مشروع قانون موازنة 2018 إلى أن النفقات العامة للموازنة العامة تم تقديرها بنحو تسعة مليارات دينار بزيادة بلغت 518 مليون دينار عن عام 2017.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة:

أسرة سورية لاجئة لحظة وصولها إلى مخيم الزعتري في الأردن- أرشيف
أسرة سورية لاجئة لحظة وصولها إلى مخيم الزعتري في الأردن- أرشيف

عمان – راشد العساف:

بعد وفاة زوجته في تموز/يوليوز الماضي، لم يُطق أحمد جمعة صبرا. جمع حقائبه وغادر مخيم الزعتري شمال شرق العاصمة الأردنية عمان عائدا إلى مسقط رأسه، قرية الصنمين في محافظة درعا جنوبي سورية.

"أراد أن يموت بين أهله وفي بلده بعد أن أعياه اللجوء وسرطان الرئة"، تقول ابنته رنا.

تقدم الشيخ السبعيني بطلب لمكتب العودة التابع لوزارة الداخلية في مخيم الزعتري. بعد أسبوع، جاء الرد بالموافقة. سلم "كرفانه" وبطاقة اللاجئ. وحملته سيارة الجيش إلى أقرب نقطة حدودية.

وداعا الزعتري

منذ توقيع اتفاق وقف التصعيد في جنوب غرب سورية بين القوات السورية والمعارضة المسلحة، في تموز/يوليو الماضي، عاد مئات اللاجئين السوريين إلى مناطقهم.

وغادر أكثر من 3800 لاجئ سوري مخيم الزعتري في الأشهر الأربعة الماضية، في حين لم يتجاوز هذا العدد 1700 عائد طوال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، أي قبل اتفاق وقف إطلاق النار.

وصل أحمد إلى قريته في الأول من أيلول/سبتمبر، وتوفي بعد خمسة أيام فقط. لكنه، على الأقل، حقق أمنيته الأخيرة بالموت بين أهله وفي بيته.

ويستطيع اللاجئون المغادرة بعد تقديم طلب إلى مكتب العودة داخل المخيم. توافق السلطات الأردنية على الطلب بعد التنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

لاحقا، تقوم سيارات الجيش بنقل العائدين إلى مربع السرحان، وهو نقطة حدودية أردنية شمال محافظة المفرق، ليتسلمهم الجيش السوري الحر ويعيدهم إلى بلداتهم.

يضم مخيم الزعتري أكثر من 80 ألف لاجئ، من بين ما يزيد عن مليون داخل الأراضي الأردنية. أقيم سنة 2012، ويمتد على مساحة خمس كيلومترات مربعة. وهو أشبه بمدينة، حيث يضم 30 مدرسة ومشفى واحدا.

اتفاق ثلاثي

يشمل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقع في عمان ورعته كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والأردن، ثلاث محافظات في الجنوب السوري: السويداء ودرعا والقنيطرة.

طرفاه هما قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية تحت اسم "الجبهة الجنوبية".

رغم ذلك، ترى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الأوضاع في جنوب سورية، لا تسمح بعودة آمنة للاجئين.

ويؤكد محمد الحواري، مسؤول العلاقات الخارجية للمفوضية في الأردن، أن المفوضية لا تنصح اللاجئين بالعودة. وقال في تصريح لموقع (ارفع صوتك) "المفوضية لا تسهل أو تعزز العودة للمناطق التي لا تكون آمنة أو قابلة للعيش داخل سورية".

في الشهر الماضي، تحول اتفاق وقف إطلاق النار إلى مجرد اتفاق لخفض للتصعيد. حينها، قال مدير الهيئة السورية للإعلام التابعة للمعارضة السورية إبراهيم الجباوي في تصريح لموقع (ارفع صوتك)، إن هذه الخطوة "تعطي الضوء الأخضر للنظام السوري وروسيا لقصف مناطق بحجة وجود جماعات إرهابية فيها".

رغم ذلك، لم تنقطع عودة اللاجئين. وحسب محمد الحواري، تدفع الرغبة في لم شمل الأسرة والظروف الصعبة في مخيم الزعتري اللاجئين إلى المغامرة بالعودة.

بامكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659