المصدر: موقع الحرة
نددت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الخميس بتعرض مواقع دينية صوفية للاعتداء في ليبيا، وقالت إن مسجدين في طرابلس أصيبا بأضرار جسيمة خلال الشهرين الماضيين.
ففي 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أضرم مجهولون النار في زاوية الشيخة راضية، وهي مسجد صوفي تاريخي في طرابلس، ملحقين أضرارا بالغة به.
وفي 20 تشرين الأول/ أكتوبر، جرى تدمير مسجد سيدي أبو غراره، وهو مسجد صوفي تاريخي آخر يعود إلى القرن الـ16، في حي الغرارات بطرابلس.
وقال خبير في الشؤون الدينية على صلة بالطائفة الصوفية في طرابلس، إن "قوة الردع الخاصة" التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، عمدت إلى إلحاق الضرر بهذا المسجد، بينما نفت قوة الردع الخاصة مسؤوليتها.
وأوضح نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش إريك غولدستين، "لم تتمكن السلطات الانتقالية المتعاقبة منذ انتفاضة 2011 في ليبيا من حماية المواقع الدينية الصوفية من الهجمات والتدمير من قبل الميليشيات المتطرفة".
وأضاف أن "هذه الهجمات التي تستهدف المساجد الصوفية وتمر دون محاسبة تعرض واحدة من الأقليات التاريخية في ليبيا للخطر".
ومنذ عام 2011، "قامت جماعات مسلحة في جميع أنحاء ليبيا، انطلاقا من فكرها الديني، بمهاجمة عشرات المواقع الدينية الصوفية وتدميرها"، حسب المنظمة الحقوقية. واستهدفت الاعتداءات مساجد وأضرحة ومقابر ومكتبات تحوي مخطوطات قديمة.
كما قامت جماعات مسلحة باختطاف وقتل معتنقي الصوفية، ومنهم شيوخ، من دون أن تلقى محاسبة.
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن موقع إخباري أن 21 معتنقا للصوفية اختطفوا على يد مجهولين في شرق ليبيا بين الأول و27 آب/ أغسطس الماضي، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من التحقق من أسماء أو عدد المختطفين.
وبدأت الهجمات على المواقع الصوفية في تشرين الأول/ أكتوبر 2011 بتدمير ضريح المصري في طرابلس.
والتصوف مذهب روحي يعتنقه بعض المسلمين. ويدينه المتزمتون لأن أتباعه يؤمنون بالتبرك بأضرحة الزعماء الروحيين للصوفية.