أنصار جبهة الإنقاذ خرجوا للشارع يوما واحدا بعد إعلان نتائج انتخابات 1991
أنصار جبهة الإنقاذ خرجوا للشارع يوما واحدا بعد إعلان نتائج انتخابات 1991

المصدر: أصوات مغاربية

مرت 26 سنة بالضبط على فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ، المعروفة اختصارا بـ"الفيس"، بغالبية المقاعد البرلمانية، من الدور الأول للانتخابات التشريعية التي جرت يوم 26 ديسمبر 1991.

الجبهة حصدت 188 مقعدا، متبوعة بجبهة القوى الاشتراكية، التي كان يقودها السياسي الجزائري حسين آيت أحمد بـ25 مقعدا، ثم جبهة التحرير، الحزب الحاكم آنذاك، بـ16 مقعدا.

​​هذه الانتخابات كانت قد شكلت أوّل تجربة سياسية تعدّدية في الجزائر، عقب انتفاضة 5 أكتوبر 1988 المطالبة بالديمقراطية، والتي وازاها إعلان انفتاح سياسي وإعلامي.

قرّرت السلطة وقتها تدخّل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات، وتزامن ذلك مع استقالة الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، في يناير 1992، وحل البرلمان، ما أدى إلى الزج بالجزائر في أزمة سياسية وأمنية، ودخولها حربا أهلية دامت قرابة عشر سنوات.

بعد كل هذه السنوات، هل تغيرت قواعد اللعبة السياسية بالجزائرية ليُسمح لحزب إسلامي بالصعود إلى مربع الحكم؟ هل يمكن أن يتكرّر فوز إسلاميي الجزائر اليوم بالطريقة التي حصد بها حزب جبهة الإنقاذ مقاعد البرلمان عام 1991؟ وهل ما زال شيء في الجزائر اسمه "إسلام سياسي"؟

هل تتكرر التجربة؟

يرى أستاذ العلوم السياسية، عبد العزيز بن طرمول، أن "تجربة الإسلام السياسي لن تتكرّر في الجزائر"، لعوامل تتعلق بالأوضاع الداخلية، وما عرفته البلاد من تحوّلات سياسية واجتماعية واقتصادية، وأخرى خارجية، مرتبطة بتجربة المنطقة العربية، وارتدادات وهزّات موجة "الربيع العربي".

​​​الناشط الحقوقي، حمزة الشاوي، ينفي أيضا إمكانية تكرار تجربة جبهة الإنقاذ، مشيرا إلى أن "العديد من القوى الداخلية والخارجية تعارض ذلك".

في حين يشير الناشط السياسي، سمير بلعربي، إلى أنّه "بعد أكثر من رُبع قرن على أوّل انتخابات أُجهضت في الجزائر، عقب الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ، ما زالت نتائج الإسلاميين محصورة، بل وفي تناقص مستمر".

بعد 1991

أستاذ العلوم السياسية، عبد العزيز بن طرمول، يعود ليغلق الباب نهائيا أمام أية قراءة سياسية تستوعب الإسلاميين في الفترة المقبلة، والسبب كل ما حدث خلال "العشرية السوداء"، فضلا عن كون الإسلاميين أنفسهم، حسب رأيه، أضاعوا فرصة أتيحت لهم عقب سنة 1991.

​​"الجميع يعلم أن الحقبة السوداء، كلّفت البلاد ضحايا كثيرين، وخسائر مادية قدرت بعشرات الملايير من الدولارات"، يقول بن طرمول في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، مضيفا: "الإسلاميون أضاعوا الفرصة التي أُتيحت لهم، وتعاملوا مع المرحلة بكثير من السذاجة والسطحية، من خلال تصورهم للدين والاجتهادات العشوائية التي مست الحقوق والحريات".

ويرجع بن طرمول هذا الوضع إلى "فقدان الإسلاميين للتجربة والقيادات القادرة على تسيير وتدبير الشأن المحلي، والابتعاد عن المرجعية القانونية وتعويضها بالاجتهاد الديني، مما أعاق النشاطات، وصنع فوضى يصعب وصفها".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة: