قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأربعاء إن على ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أن يوقف ضخ مليارات الدولارات "التي أنفقتها المملكة على تصدير العقيدة الوهابية" إذا كان يريد نجاح الإصلاحات الاجتماعية التي يقودها.
وأوضحت الصحيفة الاقتصادية في مادة تحليلية عن سياسات المملكة أن طموح الأمير الشاب (31 عاما) "يحرك إصلاحا اقتصاديا واجتماعيا لا شك في أهمية نجاحه بالنسبة إلى المملكة والمنطقة ككل".
وكان بن سلمان قد طرح العام الماضي خطة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ضمن "رؤية المملكة 2030".
وشهدت المملكة المحافظة في الأشهر الماضية عددا من القرارات التي تهدف إلى إحداث تغيير اجتماعي، منها السماح للنساء بقيادة السيارات والإعلان عن عودة دور السينما للسعودية، وإنشاء هيئة للتدقيق في استخدامات الأحاديث النبوية.
اقرأ أيضا: دور السينما تعود إلى السعودية
وأضافت "فايننشال تايمز" أن "التحولات التي يقودها بن سلمان اجتماعيا ودينيا نحو الليبرالية شجاعة وتبعث نفسا جديدا في المجتمع السعودي المختنق".
وأشارت إلى أن الأمير الشاب "الذي يعي أن المؤسسة الدينية تظل ركيزة للسلطة الرجعية والذي شن حملة ضد الإسلاميين الأصوليين والمعارضين على حد سواء، قال في تشرين الأول/ أكتوبر إن المملكة يجب أن تعود إلى الإسلام المعتدل كما أن 70 في المئة من سكان السعودية تحت سن الـ30 ويريدون حياة يمثل فيها الدين التسامح".
اقرأ أيضا: السعودية تدقق في استخدام الأحاديث النبوية لمواجهة التطرف
وقالت الصحيفة إن تحقيق هذه الرؤية يحتاج إلى أن "يجرد محمد بن سلمان المؤسسة الوهابية من نفوذها، وهي التي كانت ركنا أساسيا في شرعية آل سعود منذ القرن الـ18".
وأضافت أن هذا بدوره يستلزم "وقف ضخ مليارات الدولارات التي أنفقتها المملكة على تصدير العقيدة الوهابية الشمولية وكذلك استعادة السيطرة على التعليم في الداخل".