بين الدين والدنيا، يبرز إلى السطح من جديد في مصر جدل حول العلاقة بين الدين وبين الانتخابات كوسيلة لاختيار الحاكم، وذلك قبل أشهر من إجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
الجدل جدده الداعية المصري محمد سعيد رسلان الذي قال في معرض خطبة صلاة جمعة إن "الشرع يقول إن ولي الأمر لا ينازع في مقامه ولا في منصبه ولا ينافس عليه".
وأضاف الداعية، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر، والذي يعد من أعلام ما يعرف بـ"السلفية المدخلية" أنه إذا لم يحدث ما ينتقص من أهلية الحاكم فـ"الشرع يقول إن ولي الأمر المسلم لا ينافس على منصبه الذي بوأه الله تعالى إياه".
الرد على رسلان جاء من وكيل كلية الشريعة والقانون بالأزهر عبد الحليم منصور الذي قال لصحيفة "المصريون" الأربعاء إن "الفتوى بتحريم إجراء الانتخابات، هي جهل بتعاليم الدين الإسلامي".
وأوضح منصور أن "الدين الإسلامي ليس دين انغلاق أو جاهلية، وإنما يتغير في ما يخص الأمور الدنيوية على حسب تطور الزمان والمكان".
وأضاف أن "الدين ليس ثابتا عند فكرة الحكم بالخلافة والبيعة" التي كانت مناسبة في عصر ماض، "وإنما يتطور ليصبح متمثلا في الديموقراطية والاقتراع الحر المباشر".
وأثارت تصريحات رسلان التي خرج بها قبل عدة أيام ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال البعض على تويتر إن ما قاله الداعية يعد تملقا للرئيس المصري.
وطالب آخرون بضرورة تجديد الخطاب الديني في البلاد.
ولم يعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترشحه في الانتخابات المقبلة بعد، فيما أعلن المحامي الحقوقي خالد علي اعتزامه الترشح في هذا الاستحقاق.
وتعد مسألة شرعية الديموقراطية دينيا نقطة جدل دائمة في أوساط الإسلاميين بين من يرونها حلالا وبين من يحرمونها.