عناصر من الحشد الشعبي قرب كركوك
عناصر من الحشد الشعبي قرب كركوك

المصدر: موقع الحرة

قالت مصادر عسكرية واستخباراتية إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يعد خطة لـ"كبح نفوذ" فصائل شيعية مسلحة تقضي بتقليص أعدادها إلى النصف واستعادة الأسلحة الثقيلة الموجودة بحوزتها، بحسب رويترز.

ويتولى الجيش العراقي حاليا حصر أسلحة الحشد الشعبي مثل العربات المدرعة والدبابات التي سلمتها الحكومة للفصائل لمحاربة تنظيم داعش.

وتقضي الخطوة التالية وفقا للوكالة أن يصدر العبادي أمرا لقادة الجيش والشرطة بتسلم تلك الأسلحة الثقيلة بحجة إصلاحها.

لكن ضابطا في الجيش برتبة عقيد قال للوكالة إن جمع الأسلحة الثقيلة من الفصائل لن يكون سهلا لأنها تسيطر على مئات المقرات ومخازن الأسلحة والمعسكرات بل ومصانع الصواريخ الصغيرة.

اقرأ أيضا.. العبادي: التحدي الأمني في العراق لا يزال قائما

وأشار مصدران عسكريان إلى أن وزارة الدفاع ستقوم بعد ذلك بإستبعاد المقاتلين ممن تزيد أعمارهم عن السن المطلوبة وكذلك غير اللائقين بدنيا.

وقال ضابط في المخابرات العسكرية برتبة عقيد على صلة وثيقة بمكتب رئيس أركان القوات المسلحة إن لجنة مشتركة من الجيش والشرطة وأجهزة المخابرات ستتولى مراجعة عدد مقاتلي الحشد الشعبي وتقدم توصيات للعبادي الذي سيقرر من يبقى ومن يتقاعد.

وذكر ضابط في الجيش العراقي أن "الخطة ستنفذ بحذر ودقة شديدين لمنع أي رد فعل سلبي من قادة الحشد الشعبي"، وأضاف قوله: "لا يمكن أن نحتفظ بجيش ثان في دولة واحدة، هذا هو الهدف الرئيسي من الخطة".

تفكيك الحشد مقابل دعم الغرب

وقال برلمانيون مقربون من العبادي للوكالة إن واحدا من مستشاريه السياسيين يقول إنه (العبادي) يتعرض لـ"ضغوط هائلة" من الغرب والحلفاء الإقليميين السنة لحل قوات الحشد الشعبي بعد أن تضاءل الخطر الذي يشكله تنظيم داعش.

وقال المستشار مشترطا عدم الكشف عن هويته "إن رئيس الوزراء العبادي يتلقى رسائل من الحلفاء في الحرب على داعش تشجعه على تفكيك الحشد الشعبي كشرط لمواصلة دعمهم في المستقبل".

وتقول مصادر أمنية ومحللون إن أي محاولة من جانب العبادي لإسكات الحشد الشعبي قد تأتي برد فعل عكسي من الشيعة الذين يتوقعون أن تحميهم الفصائل في حالة تجدد الصراع الطائفي في العراق.

وقال الخبير في شؤون الجماعات الشيعية المسلحة في بغداد جاسم البهادلي للوكالة إن نجاح العبادي في مواجهة تنظيم داعش، وفي إخماد محاولة كردية للإستقلال عن العراق، قد يغريه بالشعور بثقة زائدة والتحرك لكبح الفصائل.

وأضاف "أن التشدد مع الحشد الشعبي قد يكون سلاحا ذا حدين، فهم يمتلكون شعبية واسعة يجب ألا يستهين بها العبادي".

العبادي اثناء تفقده عملية تحرير الموصل

​​​

التحالف مع مقتدى الصدر

لكن عددا من النواب المقربين من العبادي ومصادر على صلة وثيقة بالصدر أفادت للوكالة بأن رئيس الوزراء حصل على دعم الصدر في منع الفصائل من التدخل في الانتخابات.

وقال سياسي شيعي كبير تربطه صلة وثيقة بالصدر "إن مقتدى الصدر يمكن أن يدفع بمئات الآلاف إلى الشوارع تضامنا مع العبادي بنداء واحد، وسيجعل خصوم العبادي يفكرون مرتين قبل تحديه".

وقال مصدر آخر مقرب منه إن الصدر ينوي أن يفعل ذلك في المستقبل القريب جدا.

وتقول المصادر الأمنية والمحللون إن ذلك قد يمنح العبادي قوة في التعامل مع الفصائل وتضعه في موقف قوي في مواجهة واحد من منافسيه الرئيسيين وهو هادي العامري الذي يقود منظمة بدر.

غير أن قادة الفصائل مثل علي الحسيني من كتائب الإمام علي يقول إن الحشد الشعبي لعب دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم داعش، وإن تسريحه سيكون "خطأ كبيرا".

ويضيف قوله: "عندنا ملايين من الأنصار الذين سيدافعون عن حقوقنا ضد أي محاولة لاستهدافنا".

مواضيع ذات صلة: