طبق الكسكس
طبق الكسكس | Source: Courtesy Photo

المصدر: أصوات مغاربية

سيلتقي قريبا خبراء من بلدان المغرب الكبير، في إطار "مشروع تصنيف تراثها المشترك في فن طبخ الكسكسيي، كتراث عالمي من طرف منظمة الأمم المتحدة، للتربية والعلوم والثقافة"، وذلك حسب ما أعلن عنه مدير "المركز الجزائري للأبحاث فيما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ"، سليمان حاشي.

​​ويعتبر الكسكسي طبقا مغاربيا شهيرا، إذ تقول الباحثة في نفس المركز، ويزة غاليزي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن تصنيف الكسكسي كثرات إنساني عالمي، "سوف يسلط الضوء على هذا الطبق العريق، والعابر للثقافات"، وأنه "بقي أصيلا رغم مرور الزمن".

تقاليد مشتركة...

وحسب نفس الباحثة، فإن تصنيف هذا الموروث الذي يشكل جزءا من تقاليد المجتمع والعائلات المغاربية، سيكون "أداة لتعزيز الروابط المتينة بين الشعوب التي تستجيب لنفس التقاليد، من خلال نفس التعابير المتعلقة بالطبخ، حيث أن الكسكسي وككل عنصر ثقافي، يُعدّ وسيلة لتقريب الشعوب من بعضها بعض".

​​وتتقاطع شعوب المنطقة المغاربية، في الشغف بهذا الطبق الذي يقدّم في المناسبات العائلية، و الأفراح، كتعبير عن كرم الضيافة والفرح والابتهاج، حيث أن "الكسكسيي هذا الطبق البربري، والشمال أفريقي العتيق الذي خلد اسمه، يبقى الطبق المستهلك، والمُقلّد خارج حدوده الأصلية، لا يضاهيه أي طبق آخر".

تاريخ عريق..

لا تكاد تختلف طرق تحضير الكسكسي في دول المغرب الكبير،حيث "تقوم ربّة البيت، بإعداد الكسكسي الذي حُضرّ في نفس اليوم باللحم والخضروات، ويسمّى بالكسكسي الأخضر".

وعن أصل الكسكسي،ذكر المؤرخ شارل أندريه جوليان في كتابه "تاريخ شمال أفريقيا" أن "الأمازيغ اشتهروا في كل العصور، بقوة بنيتهم، وطول أعمارهم، وقد كانوا قنوعين ونباتيين في غالب الأحيان وقد كان الفلاحون يأكلون الكسكسي منذ العهد الروماني".

وتؤكد الباحثة في "المركز الجزائري للأبحاث فيما قبل التاريخ وعلم الإنسان"، ويزة غاليزي، أن الحفريات في ولاية تيارت غرب الجزائر، "سمحت بالعثور على مواعين، تعود إلى القرن التاسع، لاسيما قدر الكسكسي".

تراث مشترك رغم الاختلاف..

الكسكسي الذي تختلف تسميته من منطقة لآخرى، ويُعدّ من طحين القمح ويُطهى بالبخار، يضاف إليه مرق الخضروات واللحم، يحاول خبراء البحوث في هذا الملف تجاوز الخلافات بشأن أصله الحقيقي، فهل هو طبق جزائري، مغربي، تونسي، ليبي، أم موريتاني؟

​​كما أن طرق إعداده تختلف من منطقة إلى أخرى في البلد الواحد، مثلما هو الشأن بالنسبة للكسكسي في الجزائر، حيث تتنوّع طُرق إعداده، بين الشاوية والقبائل، والجنوب والغرب الجزائري، واتجه الخبراء إلى اعتباره تراثا مشتركا يجمع بين سكان المغرب الكبير.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة: