أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية كل القائمين على المساجد بضرورة تبني صيغة موحدة للأذان، واشترطت أن يكون باللغة العربية، وحذرت كل مخالف لهذه التعليمة بعقوبات صارمة، حسبما أعلنته وسائل إعلام محلية.
وجاء في التعليمة، التي طلب من مدراء الشؤون الدينية السهر على تطبيقها في كل الولايات الجزائرية، أن "على الأذان أن يرفع باللفظ العربي ولا يصّح بأيّ لغة أخرى حتى ولو علم بأنّه أذان، ومراعاة مختلف الأحكام وخلوه من الأخطاء التي تغيّر المعنى".
ودفعت هذه التعليمة بعض الجزائريين إلى التساؤل عما إذا كان إجراء وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هو "رسالة موجهة لمجموعة من الفاعلين الذين يطالبون بتعميم استعمال اللغة الأمازيغية، لتصبح أيضا لغة تعامل داخل المؤسسات الدينية الرسمية".
وكانت السلطات في الجزائر قد انتبهت إلى هذا الأمر في وقت سابق، عندما أقدمت على خطوات غير مسبوقة في هذا الاتجاه، إذ سبق للمسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية في الجزائر، محمد عيسى، أن أعلن مجموعة من الإجراءات بهذا الخصوص.
اقرأ أيضا: ترسيم الاحتفال بالسنة الأمازيغية في الجزائر
وكان من بين القرارات التي اتخذت بهذا الشأن، مباشرة بعد ترسيم ذكرى يناير كعيد وطني رسمي في الجزائر، هو "إدراج اللغة الأمازيغية في معاهد تكوين الأئمة، إضافة إلى إلزامهم بتعلمها وتحيين معارفهم بها من أجل استعمالها في دروس الوعظ والخطب على مستوى المناطق التي تنتشر بها اللغة الأمازيغية".
كما سبق للمسؤول ذاته أن أعلن، في الإطار نفسه، مشروعا آخر يتعلق بترجمة القرآن إلى اللغة الأمازيغية.
وخلفت التعليمة الجديدة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر نقاشا عبر وسائط التفاعل الاجتماعي بخصوص خلفيات هذا القرار وما هي الموانع التي تحول دون رفع الأذان باللغة الأمازيغية وإبقاء الأمر على كان عليه في السابق، أي باللغة العربية فقط.
وفي هذا الصدد كتب داود معلقا على الخبر "وعلاش بالعربية لوحدها؟ ..وين راهي الأمازيغية؟" أما أنور فقال "يجب أن يكون هناك عدل.. يكون الأذان يوما بالعربية ويوما آخر بالأمازيغية".
وقال الصادق مبديا موافقته على تعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية "وهل فيه آذان آخر من غير العربية".
ولا يقتصر مطلب السماح برفع الأذان باللغة الأمازيغية في المساجد على الجزائر لوحدها، إذ عرفت بعض البلدان المغاربية، في وقت سابق، جدلا مشابها في شكل دعوات أطلقها ناشطون أمازيغ بهذا الخصوص.
ويبقى قرار تعميم استعمال اللغة الأمازيغية في الجزائر يثير لحد الساعة جدلا كبيرا في الساحة المحلية، على خلفية اعتماد بعض المؤسسات الرسمية الحرف اللاتيني في كتابتها.
وقد أفادت تقارير إخبارية بقيام بعض البرلمانيين بتوجيه استفسار إلى وزير الداخلية، نور الدين بدوي، بخصوص تهميش الحرف العربي في كتابة اللغة الأمازيغية.
اقرأ أيضا: أول بيان رسمي بالأمازيغية.. جزائريون: لماذا ليس بتيفيناغ؟
المصدر: أصوات مغاربية