المصدر: موقع الحرة
قبل أسابيع، حجبت السلطات الإيرانية منصات التواصل الاجتماعي لتحجم دورها في تأجيج احتجاجات شعبية حاشدة، لكن يبدو أن هناك اتجاها جديدا في طهران لاستغلال قدرات هذه المنصات.
منصات إيرانية بديلة للمنصات العالمية التي يستخدمها المواطنون هي الحل الذي يضغط باتجاهه النظام الإيراني.
وكانت التظاهرات التي اندلعت في الأيام الأخيرة لـ 2017 في مدن عديدة بالبلاد احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، أودت بحياة 25 شخصا واضطرت السلطات خلالها إلى حجب منصات تواصل اجتماعي مؤقتا.
اقرأ أيضا: إيران تحظر خدمات إلكترونية مع اتساع نطاق الاحتجاجات
المرشد الأعلى علي خامنئي دعا قبل نحو أسبوعين متابعيه إلى معرفة أخباره عبر تطبيقين إيرانيين هما "آي جاب" و"سوروش".
وهي الدعوة التي يعكسها كذلك تصريح لمحمود فائزي مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء الماضي والذي قال: "ليس مقبولا أن يستخدم الناس وسائل تواصل اجتماعي محتكرة"، حسبما نقلت وكالة "إيسنا"، مشيرا إلى تطبيقات كـ "تلغرام" و"إنستغرام" وموقع "تويتر".
و"آي جاب" و"سوروش" كلاهما تطبيقات محادثة مفتوحة المصدر ظهرت في 2015 و2013 على الترتيب.
اهتمام السلطات الإيرانية ودوائر صنع القرار بملف منصات التواصل الاجتماعي لم يقتصر فقط على الجانب السياسي.
ففي خطبة بأحد مساجد العاصمة طهران تحدث رجل الدين وعضو مجلس الخبراء أحمد خاتمي إلى المصلين في الخامس كانون الثاني/يناير قائلا إن "الفضاء السيبري أشعل نيران المعركة"، حسب ما نقت وكالة "مهر".
وأضاف "عندما تم تقييد وإغلاق الفضاء السيبري توفقت الفتنة"، داعيا إلى إنشاء "شبكة سيبرية" بخوادم موجودة داخل إيران لكيلا يكون "المفتاح (الرقمي) بيد الولايات المتحدة".
لكن رغم أن خامنئي دعا المواطنين إلى استخدام تطبيقات المحادثة والتواصل الاجتماعي الإيرانية إلا أنه فعل ذلك عبر قناته على تطبيق"تلغرام" الذي يستخدمه، ما يزيد على 42 مليون إيراني، حسب إذاعة "راديو فاردا" المتخصصة في الشأن الإيراني.
ويثير هذا التوجه الإيراني الجديد مخاوف جماعات حقوقية وأخرى معنية بالحريات الرقمية.
ويقول الباحث الأميركي كولين أندرسون لـ "راديو فاردا" إن الإيرانيين يجب أن يقلقوا من تطبيقات التواصل الاجتماعي المحلية.
ويضيف أندرسون: "يبدو أن هناك الكثير من الضغط لدفع المستخدمين نحو شركات ستتعاون مع الأوامر القضائية المتعلقة بطلب بيانات المستخدمين".