عرفت الشاشة العربية أعمالاً عدة طرحت قضايا الإرهاب وناقشتها منذ وقت مبكر، فيلم الإرهاب والكباب لعادل إمام مثلاً.
ومن ينسى مثلا مقطع "لا تجادل ولا تناقش يا علي"!
أو مقطع "أنت بتطلب المستحيل يا علي"!
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، التي شهدت ظهور تنظيم داعش واشتهاره بدموية غير مسبوقة، عادت الأعمال الدرامية والسينمائية العربية لطرح قضايا الإرهاب، لا سيّما الحياة تحت قبضة التنظيم الإرهابي، بطريقة مضحكة مبكية، تسلط الضوء على جرائمه.
في مسلسل سيلفي الصادر عام 2015، ظهر بطل العمل الفنان السعودي ناصر القصبي بين صفوف تنظيم داعش في أحد معاقله في سورية والعراق. وخلال الأحداث يكتشف المشاهد أن القصبي وصل إلى مناطق سيطرة التنظيم وتظاهر بمناصرته له في محاولة لاسترداد ابنه الذي تم غسل دماغه واستدراجه للسفر من السعودية للانضمام إلى التنظيم.
لاحقاً، يقوم القصبي بإفساد مهمة انتحارية كانت مركنة إليه لتنفيذها مع ابنه.
في نهاية الحلقة، يظهر القصبي جاثياً على ركبتيه، ومرتدياً ثياب الإعدام البرتقالية ليذبحه ابنه!
عقب ظهور تنظيم داعش، عاد النجم المصري عادل إمام لطرح ملف الإرهاب ومعالجته درامياً في فيلمه "السفارة في العمارة".
في الفيلم، يسكن عادل إمام في أحد مباني القاهرة، التي تتخذ السفارة الإسرائيلية في مصر منها مقراً لها.
في مشهد من الفيلم، يظهر الفنان مكبل اليدين، أثناء إقناعه من قبل مجموعة من المتطرفين بتفجير نفسه، في عملية تستهدف السفارة ذاتها.
المتطرف: إنت مكانك مش هنا!
عادل إمام: أمال فين؟
المتطرف: فووق.
عادل إمام: فوق فين؟
المتطرف: فوق مع الشهداء..
عادل إمام: وإنتو هتقعدوا هنا تحت؟ وأنا هطلع فوق لوحدي؟
المتطرف: أيوا.
عادل إمام: طب متطلعو إنتو فوق وأنا هستناكو هنا تحت..
وفي مشهد آخر من مسلسل سيلفي، يظهر أحد أفراد التنظيم الملقب "أبو سكروب" أثناء تقاسم السبايا اللواتي ساقهن أحد أمراء التنظيم إلى مكان يتجمع به الدواعش.
الأمير: تعال تعال تعال.. أشوفك تطالع من أول. اختر!
أبو سكروب: جازتلي هاذي.. أبيها.. أبيها.
وعقب أن يكشف عن وجهها المغطى، يقاطعه فرد آخر من التنظيم (ابن القصبي):
لحظة لحظة يا بو سكروب.. هذا شكله ولد ولابس لبس بنت عشان ما نذبحه!
أبو سكروب: وإذا ولد.. عادي!
الأمير: عادي! مهبول أنت؟
أبو سكروب: طالما كافر يستاهل ما ينرحم..
الأمير: أنت تفسر الدين على كيفك أنت!
أبو سكروب: فوق ما هو كافر! ومتشبه بالنساء! ويخدع المجاهدين! شنو فيه يكون سبية؟
وفي مسلسل بقعة ضوء السوري، يظهر الفنان باسم ياخور أثناء محاولته عبور إحدى نقاط التفتيش التابعة لتنظيم متطرف (داعش) في سورية.
قبل وصوله نقطة التفتيش بأمتار قليلة، يطلب ياخور من مرافقته في المشهد تزويده بذقن اصطناعية، ليبدو بمنظر مشابه للمتطرفين الذين سيقابلونهما. بينما يوقف أفراد داعش شاب اتهموه باليسارية.
باسم ياخور: السلام عليكم ورحمة الله.
الداعشي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. انظر إلى الإيمان كيف يشرشر شرشرة. شوف التقى شوف الورع!
ويعود الداعشي لتوبيخ الشاب اليساري للحظات. ثم يأمر باحتجازه.
الداعشي: شايف يا أخي هاذي النمر.. شوف هاي السحن.. شوف هاذي الناس ترجعنا لورا 100 سنة. هي اللي تمنعنا عن قيام دولتنا الإسلامية.
باسم ياخور: هؤلاء هم المضللون يا أخي الفاضل. نرشدهم إلى الطريق القويم بالتي هي أحسن. نفتح أعينهم على طريق الهداااية والتقوى والصلاح.
الداعشي: لا تخف يا أخي، لا تخف. الأخوة في الداخل سيفتحون بصره.. وبصيرته.. وأشياء أخرى!
وحقق الفنانان الأردنيان أحمد سرور وأحمد أبو كوش مشاهدات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في برنامجهما مضاد حيوي، لانتقاده لتنظيم داعش وظاهرة التطرف بطريقة مختلطة ما بين الكوميديا والجدية، لا سيّما لدى توبيخ أبطال العمل للشخصية المتطرفة، التي يظهرونها بشكل مختلف في كل حلقة من حلقات العمل.
تدور إحدى حلقات البرنامج في مسجد، وتبدأ بمشهد يظهر حلقة يجمع بها شيخ متطرف مجموعة من الشباب حوله.
الشيخ: يعني من المكروه إنو إحنا نعايد غير المسلمين.. ليش؟ لإنو إذا إحنا عايدنا غير المسلمين، معناتو إحنا بنعترف بعقيدتهم.
أحد الشباب: طيب وعيد الشجرة؟
الشيخ: (ضاحكاً) طبعاً لأ.
شاب آخر: طب وعيد الاستقلال يا شيخ؟
الشيخ: (متلعثماً) إيييه يعني بنحكي فيه لاحقاً هذا الموضوع.. بس يعني.. بتقدرو تروحو تشوفو أشغالكم الله معكم.
وبينما يهم الشيخ بركوب سيارته، تظهر شخصية أبو كوش على المقعد المجاور له.. ثم تظهر شخصية سرور. ليخاطباه: شو سيدي.. داعش؟ وينظر الشيخ إلى نفسه ليجد ثوبه قد تبدل فجأة إلى زي عسكري داعشي، بحزام ناسف.
يجيب الشيخ: شو داعش ما داعش! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. هاي حملة شرسة ضد الإسلام.. هاي حملة بهدم الحضارة الإسلامية.
أبو كوش: طيب روق روق.. تشدش عحالك.. شو قصة أعياد "غير المسلمين"؟
الشيخ: أناا.. قلت ما يمليه عليْ ضميري..
سرور: أي ضمير؟ أي ضمير يا شيخ اللي بخليك تكرّه الناس ببعض؟
الشيخ: أنا لم أقل أي شيء..
أبو كوش: إنت عارف يا شيخ إنو هدول الشباب الصغار اللي إنت نازل فيهم طس دروس ممكن بسببك يتحولو لإرهابيين؟
الشيخ: أنا أعلمهم أمور دينهم السمح!
سرور: لا يا شيخ. ما إحنا سامعين كل كلمة حكيتها جوا.. بكرا لما واحد فيهم يغلط ويعمل مصيبة قد الدنيا، إنت أول واحد ما رح يتعرف عليه، ورح تتنصل من المسؤولية. صح ولا لأ؟
أبو كوش: شيخ.. دير بالك على حكيك قدام هالشباب الصغار.. أهلهم وثقوا فيك عشانك شيخ.. فكر باللي بتحكيه..