المصدر: أصوات مغاربية
قدمت دراسة أصدرتها الجمعية التونسية لتفعيل الحق في الاختلاف، الثلاثاء، عدة توصيات للحد من التطرف في تونس، على رأسها محاربة البطالة في أوساط الشباب، وتيسير الولوج إلى مرافق الترفيه، إضافة إلى عصرنة الخطاب الديني.
الدراسة التي شملت 450 شخصا من منطقتي جرزونة بمحافظة بنزرت شمال البلاد، ومنطقة دوار هيشر بمحافظة منوبة، أشرف على إنجازها خبراء في الأنثروبولوجيا وتاريخ الأديان المقارن والقانون والإحصاء، خلال الفترة ما بين يناير وفبراير من العام الماضي.
وقالت المديرة التنفيذية للجمعية، سلوى غريسة، إن 15 في المائة من المستجوبين، هم من حملة الفكر السلفي.
وأدرجت الدراسة أربعة خطوات يمكن من خلالها الحد من ظاهرة التشدد بالمنطقتين المذكورتين.
سياسية تواصلية جديدة
تؤكد الباحثة في الأنثروبولوجيا سلوى غريسة، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدراسة توصلت إلى أن معظم شباب جرزونة ودوار هيشر ينظر إلى الأجهزة الأمنية على أنها "أجهزة قمعية".
وتقترح الناشطة الجمعوية على وزارة الداخلية "سياسة تواصلية جديدة، تهدف كسب تعاطف شباب الأحياء المهشمة والفقيرة، للنأي بهم عن التنظيمات المتشددة".
وتدعو الدراسة إلى تغيير صورة الأمن في المنطقة، وتحويل العلاقة بين الطرفين من علاقة خوف وإكراه إلى علاقة احترام.
محاربة الفقر
تقول غريسة إن التنظيمات المتشددة تعمل على استقطاب المزيد من الشباب عبر تقديم إغراءات تتمثل في مساعدات مالية وعينية في المواسم والأعياد الدينية.
بناء على هذا المعطى تشير الدراسة إلى أن الفقر يعد أحد أهم عوامل التي تدفع الشباب إلى التطرف، وتحث السلطة على التفكير في حلول اقتصادية، لتمكين الشباب والنساء وإدماجهم في الدورة الاقتصادية.
وتقترح الدراسة الاستفادة من خصوصية المنطقتين، من خلال التركيز على مهن الصيد البحري في منطقة جرزونة باعتبارها بلدة ساحلية، وتشجيع الصناعات الخفيفة بدوار هيشر في ظل وجود قطب صناعي قريب.
مرافق الترفيه
تقول غريسة إن معظم المناطق الداخلية في البلاد، تفتقر إلى مؤسسات ترفيه حديثة.
وتشير إلى أن الفضاءات المتوفرة في الوقت الراهن "لا تستجيب لتطلعات شباب المنطقة، كما أن مصاريف المشاركة في أنشطتها مرتفعة التكلفة".
وتقترح الدراسة تقريب المراكز الثقافية، على غرار دور السينما وقاعات المسرح والرياضة، لقطع الطريق أمام التنظيمات المتشددة التي تستثمر هذا الفراغ.
تعزيز الحقوق
وتؤكد الدراسة على ضرورة تعزيز تربية الشباب على المواطنة، وتكريس ثقافة حقوق الإنسان.
كما تدعو الدراسة إلى عصرنة الخطاب الديني ومواجهة التشدد، تقول غريسة إن "العمل بصفة أكبر على هذا الجانب من شأنه أن يحصّن الشباب من الخطاب العنيف الذي تنتهجه التنظيمات المتشدد"
المصدر: أصوات مغاربية