المصدر: أصوات مغاربية
فتحي يوسف، من أبرز النشطاء الأمازيغ في ليبيا، ينحدر من مدينة جادو، إحدى المدن الأمازيغية بجبل نفوسة.
التحق بالحركة الأمازيغية الليبية سنة 1980 وهو دون 17 من العمر، وشارك في مختلف الفعاليات المطالبة بالحرية وحقوق الأمازيغ والاعتراف بهويتهم في ليبيا.
كان فتحي يوسف، المتحدث باسم الثوار والمجلس العسكري بجادو أثناء ثورة فبراير، وفي 2006 ساهم في تأسيس تجمع أمازيغ ليبيا (تامونت نيمازيغن انليبيا)، كما كان أحد مؤسسي المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا سنة 2013.
يؤكد فتحي يوسف في هذا الحوار، أن تعميم الأمازيغية سيتأتّى بالتدريج في ليبيا، ويشدّد على أن الأمازيغ يرفضون فكرة التقسيم، ويدعمون العمل مع جميع الفعاليات الليبية لمحاصرة العنف وتعزيز الديمقراطية.
نص الحوار:
قاطع الأمازيغ عضوية لجنة تحضير دستور ليبيا، فكيف ستتعاملون مع نصه إذا تم إقصاء العنصر الأمازيغي من بنوده؟
عموماً نحن قدّمنا مذكّرة احتجاج لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا بخصوص مسودة الدستور، الذي نعتبره، كأمازيغ، يقف على قدم واحدة ولا يرقى إلى مستوى الدساتير المتعارف عليها، إذ إنه لا يراعي في نصوصه مبدأ التوافق لمكونات ونسيج الشعب الليبي.
في مناطقنا نعتبر اللغة الأمازيغية لغة رسمية تطبيقاً لقرار المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، الذي ينص على إلزامية الكتابة باللغة الأمازيغية في الأوراق الرسمية وعلى اللافتات بالمؤسسات الحكومية؛ كالمحاكم ومراكز الشرطة والمدارس والبلديات والمحال التجارية، بالإضافة إلى إدراجها في المقررات الدراسية.
خففت السلطات الليبية من وطأتها على المكوّن الأمازيغي خلال السنوات الأخيرة. برأيكم هل هي استراتيجية للبقاء أم اعتراف بالهوية الحقيقية لليبيا؟
أعتقد أن الأمر استراتيجية واعتراف؛ الاعتراف نتيجة لنضال الأمازيغ وعدم رضوخهم للحكومات السابقة ومقاطعتهم لها حتى يتم الاتفاق على المطالب الدستورية التي تخص اللغة والهوية.
فلقد حاولت الحكومات المتعاقبة أن تستميل القوة الأمازيغية، التي تمثلها المنطقة الغربية لليبيا، ولكن كل محاولاتها كانت فاشلة رغم الاعتراف باللغة الأمازيغية وهوية البلاد، التي يراها الأمازيغ لازالت لم تلبّ بشكل صريح وواضح.
تم ترسيم الأمازيغية في بعض المناطق، فهل يمكن تعميم تلك المبادرة على باقي الولايات أم أن عوائق صادفتكم؟
لا توجد أية عوائق تذكر مادامت هناك إرادة شعبية.
فالترسيم الآن يشمل كل المناطق الناطقة بالأمازيغية، وهو موجود ومُطبَّق في كل مؤسسات الدولة بتلك المناطق، لكننا نطالب بترسيمها بشكل عام، إننا نطالب بأن تكون الأمازيغية والعربية لغتان رسميتان في الدولة الليبية.
وهناك تجارب عديدة في العالم في هذا المجال يجب الأخذ بها، مثل تجربة جنوب أفريقيا.
ما موقفكم من فكرة التقسيم التي تتهدد ليبيا؟ وكيف ترون دور الأمازيغ في لم شمل الليبيين من جديد؟
نحن كأمازيغ نرفض فكرة التقسيم، انطلاقا من مبدأ أن كل الجغرافيا الليبية هي أراض أمازيغية الأصل والانتماء، فكل شيء بها ينطق بالأمازيغية، العادات والتقاليد والعمارة والمأكل والملبس.
دور الأمازيغ في المساهمة في لم شمل الليبيين وتوحيد البلاد واضح، على اعتبار القبول الواسع الذي نحظى به داخل المدن الكبرى والقبائل الليبية جميعا، ونعتبر مساهمتنا في لم شمل أبناء ليبيا أحد مهامنا الوطنية بشكل عام.
ما هو موقفكم من التيار الإسلامي، الذي يغلب عليه إقصاء الأمازيغ في جميع بلدان الشمال الأفريقي؟
نحن نرفض الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة والتكفيرية، وقد عبرنا عن ذلك بشكل علني داخل المناطق الأمازيغية بشكل خاص، وباقي الأقاليم الليبية بشكل عام.
تعلم أن أغلب الأمازيغ يتخذون من المذهب الإباضي المعتدل منهاجا، وعليه فهُم يدعمون الإسلام المعتدل بليبيا المتمثل في المذهب المالكي.
عموماً، أغلب أمازيغ ليبيا يدعمون التيار المدني بشكل عام، والنظام الجمهوري على وجه الخصوص.
المصدر: أصوات مغاربية