تيلرسون وجاويش أوغلو
تيلرسون وجاويش أوغلو

المصدر: موقع الحرة

أصبح مصير العلاقات بين واشنطن وأنقرة محط تساؤلات للمتابعين للوضع في المنطقة، بعدما بلغ التوتر بين الطرفين أشده على خلفية العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد قوات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين شمال غرب سورية، والتهديد بالتوجه شرقا لـ منبج التي تتواجد فيها قوات أميركية.

لم يقتصر الخلاف بين البلدين على الأزمة السورية فحسب، بل إن هناك ملفات أخرى من بينها مطالبة أنقرة لواشنطن بتسليمها رجل الدين التركي فتح الله غولن المتهم بأنه العقل المدبر للمحاولة الانقلابية الأخيرة في تركيا، إضافة إلى ملف حقوق الإنسان، والتقارب بين موسكو وأنقرة.

وقد تجلى تباعد المواقف هذا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في أنقرة، على الرغم من تأكيد الوزيرين لاحقا في بيان مشترك على أهمية العلاقات الثنائية وضرورة تطبيعها وإعادتها إلى سابق عهدها.

اكتفى الطرفان في مؤتمرهما الصحفي بالحديث عن الاتفاق على تكوين فرق عمل لتذليل نقاط الخلاف من دون الخوض في التفاصيل.  

رفض المسؤولان التعقيب على مقترح أثاره الصحافيون يتحدث عن تواجد تركي مع الأميركيين في منبج مقابل نقل القوات الكردية إلى شرق الفرات.

ورفض تيلرسون أيضا وصف قوات حماية الشعب التركية بالإرهابية وهي التسمية التي تطلقها تركيا على تلك المجموعات باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا من قبل واشنطن وتركيا.

وذهب تيلرسون أبعد من ذلك حين قال إن تسليح بلاده لقوات حماية الشعب الكردية سيستمر في إطار محاربة داعش، وهو ما يثير قلقا بالغا لدى أنقرة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الأميركي مارك بيري لموقع "الحرة" إن الرجلين "أبديا تصلبا واضحا في المواقف" خاصة حيال سورية، لكنه استبعد تطور الوضع إلى "مواجهة عسكرية" مثلما توقع البعض، ولا سيما في منبج.

ويرى بيري أن حملة تركيا العسكرية في عفرين "سوف تستمر، لكن الخسائر التي منيت بها هناك ستجعلها تفكر كثيرا قبل التوجه إلى منبج".

لكن على المدى البعيد، يتوقع بيري أن يسود الهدوء علاقات البلدين.

حالة عدم الثقة بين البلدين يعبر عنها أيضا مدير مؤسسة بدائل الشرق الأوسط حسن منيمنة. إذ يقول لموقع "الحرة" إن ذلك الوضع أدى إلى "اختلال في العلاقة المرحلية بين واشنطن وأنقرة، من دون المساس ببعدها الاستراتيجي".

ولكي تتحسن هذه العلاقة يرى منيمنة أنه "لابد من مقاربة جديدة من أنقرة تبتعد فيها عن اتهام واشنطن بدعم خصومها، أي الكرد، كما لابد من مقاربة جديدة من واشنطن تراعي أكثر الحساسيات التركية".

ويضيف منيمنة أن زيارة تيلرسون إلى أنقرة هي خطوة في الاتجاه الصحيح، بغض النظر عن نتائجها.

وخلال الزيارة أثار تيلرسون قضية المعتقلين في تركيا بسبب المحاولة الانقلابية الأخيرة وشدد على ضرورة أن تكون المحاكمات الجارية في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان.

وحث أنقرة على التعجيل بحل قضية موظفي القنصلية الأميركية كما دعا إلى الإفراج عن القس الأميركي اندرو بونسون وجميعهم محتجزون في قضايا ذات صلة بالمحاولة الانقلابية.

ويقول منيمنة إن استجابة أنقرة للدعوة الأميركية، في حال حدوثها فستكون "دليل رشد" من جانبها لجسر هوة الخلاف ودفع العلاقة إلى الأمام.

ويشدد منيمنة على ضرورة أن تخفض أنقرة "سقف إعلامها المعادي جدا" لـ واشنطن.

 

مواضيع ذات صلة: