جثث لأطفال في مشرحة بدوما
جثث لأطفال في مشرحة بدوما

المصدر: موقع الحرة 

 

في مشرحة أحد مستشفيات دوما السورية يدخل نضال إلى المشرحة وبعد لحظات يجد ابنته الطفلة فرح بين الضحايا وقد لفت بغطاء بني اللون. يجلس على الأرض إلى جانبها وهو يجهش بالبكاء، ثم يسأل العاملين من حوله "هل يوجد براد لنضعها فيه؟". يأتيه الجواب بالنفي.

يضع يده على جثة ابنته التي قتلت في قصف جوي على بلدة مسرابا قبل أن ينقلها المسعفون إلى مستشفى دوما، ويقول "لدي خمسة أطفال لا أعرف عنهم شيئا، خمسة ووالدتهم". ولا يجد المتطوع في الدفاع المدني شيئا يقوله له لمواساته سوى "الله يصبرك".

وبعد المزيد من البحث، وجد نضال باقي أفراد عائلته بخير.

المشهد يتكرر في مستشفيات أخرى في الغوطة الشرقية التي اكتظت بالأطفال وبأهال يبحثون عن أبنائهم.

قوات النظام استهدفت بالغارات والصواريخ والمدافع الاثنين مدنا وبلدات عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة أسفرت عن مقتل 80 مدنيا، بينهم ما لا يقل عن عشرين طفلا، وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي ذلك بعد تصعيد جديد لقوات النظام بدأ مساء الأحد، ويتزامن مع تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم بري وشيك على المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب دمشق.

في المشرحة ذاتها، ينتحب رجل لف رأسه بكوفية ويضرب وجهه حزنا قبل أن يعانق جثتي طفليه دون أن يقوى على الكلام.

ويدخل رجل آخر، فيتعرف على جثة طفله الرضيع، الذي لم يتجاوز الأسبوع من العمر، وقد وضعت أرضا على غطاء بنفسجي اللون إلى جانب بقعة كبيرة من الدماء.

جثث لضحايا قصف النظام السوري في الغوطة الشرقية

​​وفي غرفة الطوارئ بالمستشفى، طفل يجلس بهدوء وهو مذهول، فيما يقوم أحد الممرضين بمعالجة أذنه ووجهه.

وفي زاوية أخرى، ينهمك حوالي خمسة عاملين في علاج طفل يصرخ من شدة الوجع، ولا يمكن رؤية معالم وجهه من كثرة الدماء.

طفل سوري يعالج في مستشفى ببلدة كفر باتنة

​​​عادوا لي بخير

ويواجه عمال الإنقاذ والمسعفون والأطباء في الغوطة الشرقية صعوبة في إتمام مهماتهم جراء ارتفاع أعداد الضحايا والنقص في الإمكانات والمعدات، نتيجة الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام منذ 2013.

وفي مستشفى آخر، يأتي رجل باحثا عن طفله، يبادر أحدهم إلى رفع الغطاء عن إحدى الجثث، وسرعان ما يتضح أنها تعود لابنه، فينهار باكيا.

وفي دوما، غطى الغبار الناتج عن القصف وجوه خمسة أطفال خمسة أطفال في المستشفى، وهم يبكون من شدة الخوف. أعطاهم المسعفون البسكويت لتهدئتهم، إلا أنهم استمروا بالبكاء.

أطفال ناجون من القصف الذي وقع على قرية مسرابا

​​​وبعد وقت قصير يأتي رجل، ويجد طفليه بينهم. يحملهما من شدة الفرح، ويبدأ بالبكاء والصراخ "لا إله إلا الله، عادوا لي بخير الحمد الله، الله أكبر".

مواضيع ذات صلة: