بقلم جيسون غرينبلات/ موقع الحرة
في الشهر الماضي، رفض متحدث باسم حركة حماس خطة السلام التي قدمناها واعتبر أنها "بلا قيمة" ـ على الرغم من أنه لم يطلع عليها قط ـ في محاولة فاشلة للتقويض الاستباقي لأي فرصة للتوصل إلى اتفاق سياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كان ذلك متوقعا، فإبرام اتفاق مماثل سيضع حدا لسبب وجود حماس.
ولكن سجل حماس مثير للشفقة بعد حكم غزة بقبضة من حديد لعقد من الزمان. تستعد البلدان الرئيسية وأصحاب المصلحة للتحرك استجابة للوضع الإنساني المتفاقم في غزة: عقد اجتماع في القاهرة يوم الخميس وستعقد جلسة عصف ذهني في البيت الأبيض الأسبوع المقبل لإيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي تسببت بها حماس.
وقد أدى تزايد التشاؤم إلى شل حركة غزة، ولكن لسوء الحظ، يبدو أن الكثيرين يعتقدون أنه لا يمكن إنهاء حكم حماس وأن معاناة الشعب الفلسطيني أمر لا مفر منه. ولكن إدارة ترامب تخالف هذا الرأي، وبخاصة من هم في فريق السلام. لا يعفينا فشل الماضي من مسؤولية أن نحاول المساعدة. نحن ملتزمون بمحاولة معرفة كيفية رسم مسار نحو مستقبل أكثر إشراقا لفلسطينيي غزة.
استولت حماس، وليس الولايات المتحدة أو إسرائيل، على ثروات هائلة وأنفقتها على الأسلحة لترويع الإسرائيليين بدلا من إنفاقها على المستشفيات والمياه والمدارس والكثير من الأمور الأخرى التي تشتد الحاجة إليها في غزة. لقد قامت حماس، وليس إسرائيل، بفرض المزيد من القيود على غزة من خلال إخفاء المواد بشكل متكرر في شحنات المساعدات الإنسانية وغيرها من السلع التي يتم نقلها إلى غزة، وذلك بهدف صناعة الأسلحة.
يتمتع فلسطينيو غزة بفرصة رفض سياسات حماس الفاشلة والتوجه بدلا من ذلك نحو هيئة حاكمة شرعية تستثمر فيهم بحكمة وتشجع ازدهارهم. وبالطبع، سيستغرق الوصول إلى هناك بعض الوقت ـ بل الكثير من الوقت ـ ولكن ينبغي أن نبدأ هذه الرحلة اليوم. هذه رحلة بالغة الأهمية لأولاد الإسرائيليين والفلسطينيين (في غزة والضفة الغربية) والمصريين وغيرهم.
هذه الكارثة الإنسانية هي بسبب استغلال حماس للفلسطينيين في غزة، وهذا يتطلب منا أن نركز فورا على أساسيات مثل الطاقة والصرف الصحي ومياه الشرب. ولكن غزة ليست معدومة الموارد وتتمتع بفرص كبيرة لبناء قطاعات طاقة مزدهرة في مجال الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية. سيركز مؤتمرنا بشأن غزة في واشنطن على أفكار حول كيفية تطوير اقتصاد قابل للحياة في غزة مع مرور الوقت. وبالطبع، يجب أن تأخذ أي من هذه المبادرات بعين الاعتبار مخاوف مصر وإسرائيل الأمنية. الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم هذه الجهود، إلى جانب دول أخرى تتوق إلى تقديم المساعدة.
يدرك الرئيس ترامب أن تحسين حياة الفلسطينيين في غزة يكون عبر بناء اقتصاد مزدهر يمكن أن يصبح مستداما ذاتيا. لن يخدم ذلك مصالح الفلسطينيين (بما في ذلك السلطة الفلسطينية) والولايات المتحدة فحسب، بل سيكون أيضا في مصلحة حليفينا إسرائيل ومصر. وفيما نحاول بناء غزة، علينا أن نتذكر: فشل حماس الكامل في الوفاء بأي من المهام الأساسية للحكم قد أوصل غزة إلى حافة الانهيار، وهذا استلزم استجابة المجتمع الدولي. تنشر الجهات الفاعلة السيئة مثل إيران الغضب وتشجع على العنف في الخارج، ولا سيما تمويل تدريب حماس العسكري وتكديسها للأسلحة، بدلا من تركيز جهودها على الاقتصاد المتعثر في الداخل.
لا يجوز السماح لحماس بالمشاركة في أي حكومة مقبلة قبل أن تلتزم بشروط اللجنة الرباعية للشرق الأوسط ـ الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ـ بما في ذلك الالتزام الصريح بالتخلي عن العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة بين الطرفين. كما يجب عليها نزع السلاح والالتزام بالمفاوضات السلمية. ويجب أن تعالج حماس أيضا قضية إنسانية أخرى وإعادة الجنود الإسرائيليين المفقودين الذين خطفتهم، وكذلك المدنيين الإسرائيليين. ثمة طريقة لخلاص غزة إذا تحلت حماس بشجاعة الاعتراف بالفشل ورسم مسار جديد.
كما يدرك معظم الناس، سيتمثل جزء أساسي من التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية على حل مسألة غزة وإعادة بنائها. كان الرئيس ترامب واضحا لناحية رغبته في التوصل إلى اتفاق عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين من شأنه أن يعزز أمن إسرائيل ويمنح جميع الفلسطينيين فرصة أن ينعموا بمستقبل مزدهر. نحن على استعداد للعمل مع أي طرف مهتم حقا بالسلام لتحقيق هذا الهدف. يمثل حل الوضع في غزة خطوة مهمة نحو حل المشكلة النهائية.
جيسون غرينبلات مساعد الرئيس ترامب والممثل الخاص للمفاوضات الدولية
المصدر: واشنطن بوست
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن)