المصدر: الحرة
في واحد من المشاهد النادرة التي قل أن تراها في مكان آخر غير الولايات المتحدة، احتفل مسلمون ويهود معا تحت سقف واحد بمناسبة يهودية.
أغاني وتبريكات عيد الفصح اليهودي عادة ما تسمع في تجمعات الأسر اليهودية في المنازل والمعابد، لكن المشاركين اليوم يهود ومسلمون تخطوا كل الحواجز وتجمعوا هذه المرة في مسجد بمانهاتن في نيويورك للاحتفال بالمناسبة.
ويخلد عيد الفصح ذكرى هجرة اليهود من مصر، وكيف حرر النبي موسى بني إسرائيل من العبودية التي كانوا خاضعين لها تحت حكم فرعون.
رتبت الاحتفال منظمة التضامن الإسلامية اليهودية (في بروكلين)، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية لوسط مانهاتن.
يقول الإمام أحمد دويدار من المنظمة إن مشاركة المسلمين مناسبات الآخرين من أبرز القيم التي دعا لها الإسلام.
الحاخام لورين هيرمان قالت "إن الديانتين الإسلامية واليهودية تتشاطران كثيرا من العادات والقيم".
وخلال الاحتفال، وهو الثالث من نوعه، تلا الحاضرون القصص التقليدية لتحرر اليهود من العبودية كما استمتعوا بمختلف انواع الطعام.
ومن بين مكونات المائدة في ليلة عيد الفصح، الماء المالح للتذكير بدموع العبيد من بني إسرائيل، وأعشاب مرة للتذكير بمرارة العبودية، وعجينة حلوة من الفواكه والمكسرات ترمز للمواد التي بنى بها هؤلاء الأهرام، وبيض مسلوق يرمز إلى الحياة والولادة المرتبطتين بفصل الربيع.
قرأت خلال الاحتفال أجزاء من التوراة كما تليت آيات من القرآن، في مشهد يدل على عمق العلاقات بين اليهود والمسلمين.
" إنها تجربة رائعة لن انساها.. أشعر بسعادة أني شاركت فيها هذه الليلة" تقول آرييلا هوفمان.
وتشير يهودية آخرى إلى عمق العلاقات التي تجمع بين الديانتين رغم الخلافات السياسية: "ساغادر هذا المكان وأنا مفعمة بالأمل على الرغم من الأجواء التي تحيط بنا.. مظهر اليوم هو مظهر قوة سنستغله دوما للعمل سويا".
رضا التينكا مهاجر تركي يقول "إن ما يحدث هنا يستحيل أن تشاهده في تركيا".
وترى جمعية التضامن اليهودية الإسلامية أن الاحتفال بعيد الفصح في مسجد، يعد فرصة لتعزيز التفاهم بين اليهود والمسلمين وإظهار حجم التعايش والاحترام المتبادل بين رعايا الديانتين.
يشار إلى أن الجمعية تحتفل أيضا بأعياد المسلمين في كنس يهودية في نيويورك.