الملك محمد السادس في حديث مع مستشاره أندريه أزولاي سنة 2000 بباريس
الملك محمد السادس في حديث مع مستشاره أندريه أزولاي سنة 2000 بباريس

المصدر: أصوات مغاربية

شغل منصب مستشار الملك في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وهو المنصب الذي استمر في شغله في عهد الملك محمد السادس.

هو أندريه أزولاي، الشخصية البارزة في مربع الحكم في المغرب، والتي تمثل حالة فريدة من نوعها في العالم العربي والإسلامي، على اعتبار أنه يهودي الديانة، وهي الحالة التي تعكس مستوى التعايش الرفيع، الذي طبع لقرون طويلة علاقة المسلمين واليهود المغاربة.

مغربي يهودي أمازيغي عربي

رأى أندريه أزولاي النور في مدينة الصويرة عام 1941 في وسط عائلة يهودية من أصول أمازيغية.

حين يقدم نفسه يشير إلى نفسه كمغربي يهودي أمازيغي عربي إذ قال بهذا الخصوص في إحدى حواراته "أشعر أنني محظوظ كوني أقدم نفسي للمتحاورين معي كشخص غني بيهوديته وأمازيغيته وعروبته، وبمسار يمتد لقرون من الزمن حيث تمتزج الثقافتان الإسلامية واليهودية".

تشير مصادر إلى أن والده أعفي من مهامه الوظيفية من طرف سلطات الحماية الفرنسية بسبب مساندته للوطنيين المغاربة.

درس أزولاي في المغرب قبل أن يلتحق وهو في العشرينات من عمره بفرنسا لمتابعة دراسته العليا هناك.

مستشار ملكين

شغل أزولاي منصب مستشار الملك في عهد الملك الراحل الحسن الثاني انطلاقا من بداية تسعينات القرن الماضي، وهو المنصب الذي استمر في شغله في عهد الملك محمد السادس. وهو بذلك يمثل حالة فريدة في العالم العربي والإسلامي.

وعن هذا الأمر قال أزولاي في واحد حواراته الصحافية "أشكر بلدي وملكي وطائفتي على هذا الامتياز وهذه المسؤولية" مبرزا أن "هذه إشارة حداثة وإنسانية وسمو يبعث بها المغرب إلى الآخرين لأنني...أنا الوحيد فعلا. أنتمي إلى ناد متميز وانتقائي جدا لأنني في النهاية أنا العضو الوحيد المنتمي لهذا النادي. وهذا هو المغرب الكبير والمغرب الحقيقي".

مهتم بحوار الثقافات

لطالما كان مهتما بحوار الحضارات والثقافات وفي هذا الإطار شغل عدة مناصب، من بينها رئاسته لمنظمة "آنا ليند" الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، ورئاسته للمؤسسة الخيرية للثقافات الثلاث والديانات الثلاث، وعضويته في لجنة حكماء "تحالف الحضارات".

يرفض أزولاي فكرة صدام الحضارات إذ يقول في إحدى مقابلاته الصحافية "لا أقبل بنظرية صدام الحضارات وهي فكرة غارقة فى البساطة وأرى أن هناك صداما بين الجهلاء وليس بين الحضارات".

نال عدة جوائز

حصل أزولاي على العديد من الجوائز، من بينها جائزة "شمال جنوب" التي يمنحها مجلس أوروبا، وجائزة "القيادة المتوسطية" من مركز التفكير للعلاقات عبر الأطلسية التابع لجامعة هوبكنز الأميركية، وجائزة "بومغرنايت أوورد فور لايف تايم أتشيفمنت" التي يمنحها اتحاد السفارديم الأميركي، وجائزة السلام التي تمنحها مؤسسة "دوتشي" الإيطالية.

ابنته مديرة "اليونيسكو"

أندريه أزولاي هو والد أودري أزولاي التي انتخبت في شهر أكتوبر من السنة الماضية مديرة عامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو".

وقد سبق لأزولاي، الابنة، أيضا شغل منصب وزيرة الثقافة والاتصال في الحكومة الفرنسية السابقة.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة: