المصدر: أصوات مغاربية
التعبير عن أفكار ومواقف جريئة قد يُقابل بالعنف من قبل متشددين يرفضون أي خروج عن الإطار الذي يحددون به "الحلال والحرام"، وفق تفسيراتهم وقناعاتهم.
شخصيات مغربية عدة واجهت الخطر، حين عمد تكفيريون إلى إهدار دمها، لمجرد تعبيرها عن آراء خارجة عن المألوف، ومواقف هي، في نظر متشددين، ممنوعة، بل ومحرمة. هؤلاء أربعة مغاربة ضمن من واجهوا دعاوى القتل بسبب أفكارهم.
1. عائشة الشنا.. 'الأم تيريزا المغربية':
ناشطة حقوقية تحظى بتقدير كبير في المغرب. يُطلق عليها لقب "الأم تيريزا المغربية"، بعدما كرست حياتها للدفاع عن حق الأم العازبة في الاحتفاظ بابنها.
في ثمانينات القرن الماضي، أسست الشنا، من أجل هذا الهدف، جمعية "التضامن النسوي"، التي تساعد الأمهات العازبات وأطفالهن، الأمر الذي عرضها لانتقادات المتشددين، وصلت حد التحريض على قتلها وهدر دمها.
وعن قضية إهدار دمها، حكت الشنا، في حوار سابق مع "أصوات مغاربية"، أن ذلك حدث عقب إجرائها لقاء تلفزيونيا عام 2000، إذ تحدثت "عن الأمهات العازبات والخادمات وزنا المحارم، وغيرها من القضايا الاجتماعية التي تعتبر تابو".
"هنا انتفض الإسلاميون المتطرفون ضدي، وقالوا إنني أشجع الفساد والرذيلة"، تقول الشنا، التي فكرت حينها في التراجع عن عملها الجمعوي، خوفا على أسرتها التي صارت معرضة للخطر، قبل أن تتراجع عن قرارها، إثر التضامن الكبير الذي لقيته، والاتصالات العديدة التي وردتها، حاثة إياها على الاستمرار في عملها.
2. أحمد عصيد.. في مواجهة 'سلفي':
الكاتب والناشط الأمازيغي المغربي، أحمد عصيد، تعرض، قبل نحو أربع سنوات، لموقف مماثل حين عمد "شيخ" متشدد إلى تكفيره وإهدار دمه، ضمن شريط مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي
"الشيخ" المتشدد، المعروف بـ"أبو النعيم"، لم يتقبل تعبير عصيد عن موقف ينتقد فيه عبارة دينية ترد في مناهج التعليم، فهاجمه وكفره وأهدر دمه.
ونتيجة لذلك، تعرض "أبو النعيم" للمتابعة القضائية، إذ صدر في حقه حكم ابتدائي عام 2014، أيدته محكمة الاستئناف عام 2015، يقضي بالسجن شهرا واحدا موقوف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 500 درهم (نحو 50 دولارا).
هذا الحكم القضائي اعتبره كثيرون حينها "غير رادع"، خصوصا أن "الشيخ السلفي" عاد لنفس أسلوبه في الهجوم والتكفير.
2. رشيد أيلال.. 'أسطورة البخاري':
جدل واسع أثاره مؤلف "صحيح البخاري: نهاية الأسطورة"، للكاتب والباحث المغربي، رشيد أيلال.
أيلال واجه عراقيل عدة مع بداية إعلانه عن كتابه، بدءا بمنع حفل توقيع الكتاب في قاعة تابعة لبلدية مراكش "دون سبب معروف"، وفق ما أكده أيلال في حوار سابق مع "أصوات مغاربية"، وصولا إلى الحكم القضائي الصادر منذ نحو ثلاثة أشهر، والقاضي بحجز الكتاب في إحدى مكتبات مدينة مراكش.
أيلال واجه موجة من الانتقادات وصلت إلى حد تهديده بالتصفية الجسدية، إذ أكد، في تصريحات صحافية، توصله برسائل تقول: "دمك أرخص من دم بعوضة"، إلى جانب تلقي "دعوات لسفك دمه ونفيه من المغرب".
4. عبد الصمد الديالمي.. السوسيولوجي المزعج:
الباحث السوسيولوجي، عبد الصمد الديالمي، كان قد قال، في لقاء له مع إحدى الإذاعات المغربية، إن أول مرة أُهدر فيها دمه كانت في عام 1999 في اليمن، إثر مشاركته في ندوة دولية حول قضايا المرأة.
وبحسب المتحدث، فإن إهدار دمه جاء بسبب دفاعه، ضمن مداخلة، عن مبدأ الاجتهاد في الدين، مشيرا إلى أنه طلب، حينها، مساعدة القنصل الفرنسي، لكونه يحمل جواز سفر فرنسي دخل بواسطته إلى اليمن.
وتثير مواقف الديالمي وآراؤه جدلا، خصوصا تلك التي يتحدث فيها عن علاقة الجنس بالدين.