المصدر: موقع الحرة
كل الأنظار كانت وما زالت تعول على محادثات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل التوصل إلى نقطة مشتركة بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
فقد أثار الاتفاق مؤخرا جدلا متناميا، دفع محللين إلي التحذير من التداعيات، في حال فشل التوصل إلى إجماع بشأنه، رغم إقرارهم بصعوبة التكهن بالقرار الذي سيتخذه الرئيس ترامب، مع اقتراب المهلة التي حددها لحلفائه الأوروبيين في 12 أيار/مايو، لتعديل شروط الاتفاق.
نظرة على أهم ما خلص إليه اجتماع ترامب-ماكرون
ماكرون، الذي تبنى موقف حلفائه الأوروبيين بأن لا بديل للاتفاق النووي مع طهران، جاء وتحدث لاحقا في واشنطن عن اتفاق جديد يوسع الاتفاق الأساسي، فيما تبدو محاولة لإقناع ترامب بالعدول عن تهديده بالانسحاب.
يقوم اتفاق ماكرون على تضمين ثلاثة محاور إضافية هي برنامج طهران الصاروخي الباليستي، والنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وما سيحصل بعد عام 2025 المحدد في الاتفاق الحالي والذي ستتمكن بعده إيران من استئناف تدريجي لبرنامجها النووي.
شدد ماكرون في حديثه على ضرورة ألا تحصل إيران "أبدا" على سلاح نووي وتابع قائلا "سوف نعمل على تحسين الاتفاق النووي ويجب أن نبدأ العمل الآن. سياستنا تجاه إيران يجب ألا تقودنا إلى حرب في الشرق الأوسط".
هل بدد ذلك مخاوف ترامب؟
وصف الرئيس الأميركي الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع مجموعة الدول الست (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) بأنه "كارثي" و"غير معقول" و"سخيف".
لكنه أضاف "أعتقد أنه ستكون لدينا فرصة عظيمة للعمل على اتفاق أكبر، ربما"، مشددا على أن أي اتفاق جديد يجب أن يكون مبنيا على "أسس متينة".
سئل مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون نزع السلاح كريستوفر فورد في جنيف عما إذا كان ماكرون قد نجح في إقناع ترامب بالعدول عن تهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي لطهران، فرد قائلا: "آمل أن يتم إنقاذ الاتفاق في سياق التحدي الذي وضعه لنا الرئيس ترامب. إن واشنطن لا تسعى للعودة إلى المفاوضات بشأن الاتفاق النووي ولا تعديل بنوده، إنما تبحث اتفاقا تكميليا يضع قوانين واضحة وأجوبة محددة لعدد من المسائل العالقة في الاتفاق الحالي".
السؤال ذاته طرحناه على المحلل السياسي والخبير في معهد الشرق الأوسط في واشنطن حسن منيمنة؟ فقال: "من الصعب التكهن بالقرار الذي سيتخذه ترامب".
لكنه استرسل قائلا إن موقف ماكرون يحظى بدعم من حلفائه الأوروبيين، وأي "خروج للولايات المتحدة من هذا المسار، لن يغير من واقع طهران على الأرض".
ويرى الكاتب أن واشنطن لا ترغب في تباين مع الأوروبيين بشأن أزمة طهران، خاصة في ظل وجود تحديات أخرى مثل المناخ والتجارة.
ما يزيد الأمر تعقيدا هو مسارعة إيران الأربعاء لرفض اقتراح ماكرون، فقد شكك الرئيس الإيراني حسن روحاني في "شرعية" أي مساع للتوصل إلى اتفاق جديد.
لكن "خيارات إيران في حال توصل الحلفاء إلى اتفاق، تبدو ضئيلة للغاية. ستجد نفسها شبه مرغمة على قبول الاتفاق". رغم ما تحظى به من دعم الصين والروس، يقول منيمنة.
وكانت طهران قد هددت بالعودة إلى استئناف أنشطة التخصيب كخيار، من بين قرارات أخرى، قالت إنها ستتخذها في حال فرضت عليها بنود جديدة خارج نطاق الاتفاق الحالي.
وقال ترامب إن الإيرانيين "إذا استأنفوا برنامجهم النووي سيواجهون مشكلات أكبر من أي وقت مضى".
وعن طبيعة هذه المشكلات قال منيمنة إنها "ستكون مزيدا من الضغوط الاقتصادية"، وأضاف أن الانفراج الاقتصادي الذي نعمت به إيران بموجب "اتفاق أوباما السيئ، هو الذي سمح لإيران بالتوسع في سورية والشرق الأوسط، الضغط الاقتصادي مشكلة رئيسية تخشاها إيران. لا أعتقد أن الرد الغربي سيكون عسكريا".
ويرى منيمنة أن إسرائيل والدول الخليجية وتحديدا السعودية والإمارات، ستقبل بسياسة الدول الغربية حيال طهران، رغم طول العامل الزمني المطلوب لتحقيق نتائج من سياسة العقوبات.
ويستبعد منيمنة أن تكون هناك أي تداعيات مباشرة للمحادثات الحالية بشأن ملف طهران النووي على القمة المرتقبة بين الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي بشأن نزع الأسلحة النووية لبيونغ يانغ.
وبموجب الاتفاق النووي الموقع مع إيران في فيينا في تموز/يوليو 2015 ، وافقت طهران على تجميد برنامجها النووي حتى عام 2025، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات.
وحاول الاتحاد الأوروبي مرارا، بدفع من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق.
وستجدد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل هذه المحاولات خلال زيارة لواشنطن الجمعة.