اجتاح الغضب شوارع البصرة، "العاصمة الاقتصادية" للعراق، ومناطق أخرى جنوب ووسط البلاد، منذ أسبوع.
وخرج الآلاف للتظاهر مطالبين بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.
وانتقلت الاحتجاجات إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وأبدى مئات العراقيين تضامنهم مع المتظاهرين تحت هاشتاغ #البصرة_تنتفض، لكنهم انتقدوا أيضا الأعمال التخريبية التي رافقت بعض الاحتجاجات.
وتسببت الأحداث الأخيرة في مقتل متظاهر واحد.
على الاخوة المتظاهرين عدم المساس او تخريب الممتلكات العامة لأنها ملك لكم و ليست للسراق ، لا تحرق بيتك للمطالبة بحقك حافظ عليه و كونوا منضبطين لا تسمحوا بأفشال انتفاضتكم من قبل المندسين #البصره_تنتفض
— AL_Azawy Omar (@Alazawy1Omar) July 12, 2018
ما السبب؟
الفتيل الذي أشعل الأحداث هو الانقطاع المستمر للكهرباء.
وتتزود مدن عراقية، خاصة في الجنوب مثل البصرة والناصرية والعمارة، بالكهرباء من إيران.
وتقول الحكومة العراقية إن إيران أوقفت تزويد البلاد بالكهرباء بسبب تراكم الديون، خصوصا أن إيران نفسها تعاني من نقص الكهرباء في بعض مناطقها، أبرزها العاصمة طهران، لزيادة الاستهلاك خلال الصيف.
وتصدرّت قضايا البطالة وتردّي الخدمات عناوين الاحتجاجات في البصرة أيضا.
مطالب المتظاهرين #ننتفض_مع_البصرة pic.twitter.com/mrJPCaF2jk
— علي السجاد الساعدي (@HabashAlsaady) July 8, 2018
#البصرة #البصره #البصرة_تنتفض البصرة تطالب بحقوقها ماء صالح للشربكهرباء ٢٤ ساعة في اليوم بدون انقطاعوضائف للخريجين تبليط كل طرق المحافظة اعادة فتح جميع المصانع استقلال البصرة اداريا تفعيل القوانين وتفعيل دور الشرطة والجيش
— Alwaleed khalid (@alwaleed888) July 12, 2018
لكن.. هل هذه المشكلة حديثة؟
عرفت البصرة عام 2017 أحداثا مشابهة، لكن لم يتطور الأمر إلى احتجاجات شعبية بعد توصل الحكومتين العراقية والإيرانية إلى اتفاق لتقسيط الديون.
في هذه السنة كان الأمر مختلفا، واندلعت احتجاجات قوية. في ما يلي خط زمني بأهم أحداثها:
السبت 7 تموز/يوليو: تظاهرات ليلية في منطقة كرمة علي (البصرة)، تخللها إحراق إطارات سيارات.
الأحد 8 تموز/يوليو: قطع شباب في قضاء باهلة شمال البصرة طريق شركات النفط المستثمرة (القرنة-الرميلة) للمطالبة بالحصول على وظائف.
تصاعد الأمر لاشتباكات مع قوات مكافحة الشغب بعد محاولات الشباب إقامة خيام اعتصام، ما أدى لمقتل أحدهم وإصابة آخرين بجراح.
عاجل الانتم قطع الطريق المؤدي الى الرميلة والامور ستكون تصعيدية#البصرة_تنتفض pic.twitter.com/UErQdmbLvl
— حبيب البحراني (@albhranyhbyb1) July 9, 2018
الاثنين 9 تموز/يوليو: وزير النفط العراقي جبار علي حسين اللعيبي يعلن أن العراق حقق إيرادات مالية تجاوزت 40 مليار دولار من صادرات النفط الخام خلال النصف الأول من العام الحالي.
الثلاثاء 10 تموز/يوليو: اللعيبي يوعز إلى الشركات المقاولة الثانوية المتعاقدة في حقل غرب القرنة بتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المدن والمناطق المحيطة بالحقل.
اللعيبي يوعز للشركات الثانوية المتعاقدة بحقل غرب القرنة/2 بتوفير فرص عمل لابناء المدينة https://t.co/Lpk8g8U3Hr pic.twitter.com/ebkPHUKsPe
— شبكة الاعلام العراقي (@iraqmedianet) July 11, 2018
الأربعاء 11 تموز/يوليو: اقتحم متظاهرون مقرا عسكريا مسؤولا عن تأمين موقع شركة نفط الجنوب. وانسحب الجنود العاملون في المقر.
في اليوم نفسه، قطع متظاهرون أجزاء من الطريق الرابط بين البصرة وبغداد، وأشعلوا إطارات السيارات في عدد من الطرق. وانتشرت أنباء عن استخدام بعض المتظاهرين أسلحة نارية في مواجهة القوات الأمنية.
الخميس 12 تموز/يوليو: قطع متظاهرون الطريق الرابط بين إيران والعراق من جهة منفذ الشلامجة الحدودي ونصبوا خيام اعتصام وسط الشارع العام.
الجمعة 13 تموز/يوليو: المتظاهرون يقطعون الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر، ويتسببون في إيقافه.
في اليوم نفسه، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يزور البصرة. واللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف المدينة تعلن تخصيص ملياري دينار لاستيراد المياه الصالحة للشرب، وتوفير 10 ألاف فرصة عمل لأبناء البصرة، والعمل على تحسين الكهرباء.
وما تزال التظاهرات قائمة في البصرة، وسط اهتمام واسع من قبل رواد مواقع الاجتماعي.
على صفحتنا (ارفع صوتك) على فيسبوك، نشر كثير من المتصفحين تعلقياتهم.