آسيا بيبي
آسيا بيبي

في بداية صيف 2009، كانت مجموعة عاملات باكستانيات يقطفن ثمار التوت بمزرعة في بلدة شيخوبورة (إقليم البنجاب)، عطشت إحداهن واسمها آسيا نورين، فشربت من وعاء ماء مشترك، لتوجه لها عاملة تعليقاً "لقد أصبح الماء نجساً.. لن نشرب منه".

​​وشُربة الماء هذه كلّفت آسيا (47 عاماً) الحبس في زنزانة انفرادية لمدّة 9 سنوات لدى السلطات الباكستانية، بعيداً عن أطفالها الخمسة وزوجها. لماذا؟

زميلات آسيا في المزرعة مسلمات، وهي مسيحية. تتالت التعليقات بعد إهانتها ما أدّى لمشادّة كلامية بينهن وبينها، فاعتُبرت كلماتها إساءة للرسول المسلم محمد، وبعد أيام تم ضربها من قبل مجموعة غاضبة، وتخييرها بين الإسلام أو القتل من خلال إمام البلدة الذي استقبل شكوى مواطنين ضد آسيا.

تظهر عائلة آسيا بيبي في الصور أدناه

​​​القضية لم تتوقف عند ذلك الحد، إذ وصلت للمحاكم وكانت تهمة آسيا "التجديف" (ازدراء الأديان)، وفي عام 2010 صدر حكم الإعدام شنقاً بحقها، وخلال 9 سنوات بين أخذ ورد في جلسات المحاكم نالت البراءة وأفرج عنها نهاية تشرين أول/ أكتوبر الماضي. 

معارضون ومؤيدون

فيما احتفل حقوقيّون ومنظمات دولية سعت جاهدة من قبل للإفراج عن آسيا بيبي، أشعل معارضون الاحتجات في شوارع مدن باكستانية عدة مثل كراتشي، ولاهور، وبيشاور، ومولتان​، ضد البراءة، يقول معظمهم إنهم ينتمون لحركة "لبيك يا رسول الله" الراديكالية المعروفة بخطها المتشدد بشكل خاص في موضوع التجديف. (ا.ف.ب) 

وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف وتخريب وحرق منشآت عامة ومركبات خاصّة واعتداء على مواطنين.

​​يقول المغرّد هنا "هل هؤلاء هم أتباع النبي محمد؟ ينتقمون آسيا بيبي بالاعتداء على راكب حافلة؟"

​​"الإسلام لا يسمح بالعنف، هو دين يدعو لإحلال السلام، وهناك طرق أخرى للاحتجاج بعيداً عن تخريب الحياة اليومية، لا تستخدموا الإسلام لتحقيق منافعكم الشخصية"

​​​"يحتج هؤلاء المتخلّفون على السماح لآسيا بيبي بالحياة، هي تحتاج أن تعيش في بلد غير مسلم، كدولة من أوروبا الغربية"

​​​ورغم أن محامي الدفاع سيف الملوك أبدى تخوّفه من تهديد حياته بسبب دوره في القضية، إلا أنه أكد  "تم إحقاق العدل، إنه انتصار لآسيا بيبي(..) الحكم أظهر أن الفقراء والأقليات والفئات الدنيا من المجتمع يمكن أن تحصل على العدالة في هذه البلاد رغم عيوبها".

خطاب الرئيس

ولاقى خطاب رئيس الوزراء عمران خان الكثير من الترحيب بسبب صرامته ضد المتشددين الذين قادوا الاحتجاجات والذين ارتكبوا أعمال العنف والتخريب.

يقول هذا المغرّد "الرجل الكبير في المكتب الكبير. باكستان فخورة بك رئيس الوزراء عمران خان"

 

​​وقال في خطابه "هذا الحكم جاء وفق الدستور الباكستاني والقرآن الكريم والسُّنة". وندد خان بوصف بعض المتظاهرين للقضاة الذين أصدروا الحكم، بأنهم “غير مسلمين”.

وقال مخاطباً المحتجين "إنهم يحرّضونكم من أجل مصالحهم السياسية، ولا ينبغي عليكم الانسياق وراءهم، من أجل مصلحة البلاد، إنهم لا يقدمون أي خدمة للإسلام"، دون تسمية طرف بعينه.

وحذّر من أن "الدولة ستستخدم سلطاتها في حالة التحريض على العنف"، قائلًا "لا تجبرونا على فعل ذلك".

كما لم يسلم من الانتقاد، يقول هذا المغرّد، وهو ناشط حقوقي كان اتهم السلطات الباكستانية باختطافه أوائل 2017 وتعذيبه بطرق مختلفة، جرّاء انتقاده المتكرر للجيش. 

"إذن هذا الشجاع العظيم عمران خان وضع اسم آسيا بيبي على لائحة الممنوعين من السفر خارج البلاد، أين هم الليبراليون والثوار الذين مدحوا هذا الجبان؟"

فيما نفى معظم المعقّبين على تغريدته هذا الأمر.

​​

مواضيع ذات صلة: