بقلم خالد الغالي:
أعلن تنظيم داعش في الصومال، تنفيذه أول هجوم انتحاري في البلاد يوم الأربعاء 24 أيار/ماي. وقع الهجوم الذي استخدمت فيه سترة ناسفة في مدينة بوساسو بمنطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمال شرقي الصومال، وأسفر عن خمسة قتلى.
داعش تتبنى أول عملية إنتحارية غي الصومال و تقتل 5 https://t.co/2np5FrfYRq via @AFP pic.twitter.com/AGnePjnzhh
— liveuamap.com العربي (@liveuamar) May 24, 2017
منفذ الهجوم ينتمي إلى مجموعة صغيرة من قدامى حركة الشباب الصومالية، انشقوا عنها في تشرين الأول/أكتوبر 2015، معلنين بيعتهم لداعش.
زعيم بلحية برتقالية
يتزعم المجموعة المنشقة قيادي من حركة الشباب، اسمه عبد القادر مؤمن. ورغم أنه ليس وجها معروفا على نطاق واسع، إلا أن لحيته البرتقالية تمنحه شكلا مميزا عن باقي كل قادة الحركات المسلحة في العالم. بعد عام تقريبا من قيادته داعش الصومال، وضعته الإدارة الأميركية في آب/أغسطس 2016 على لائحة الإرهاب، واصفة إياه بأنه "إرهابي عالمي".
الخارجية الأمريكية تدرج الداعشي الصومالي عبدي قدير مومن على قائمة #الإرهاب https://t.co/MmgE4EVkoq#داعش #الصومال pic.twitter.com/ICfKvhsTXm
— DOS فريق التواصل (@DigitalOutreach) August 31, 2016
قبل أن يتولى زعامة داعش في الصومال، كان ينظر إلى عبد القادر مؤمن، داخل حركة الشباب كمنظر وأيديولوجي أكثر منه قائدا عسكريا.
عاد إلى بلده الأصلي الصومال سنة 2010، قادما من بريطانيا التي يحمل جنسيتها والتي عرف في بعض مساجدها بخطبه المتشددة. ويعتقد أنه له علاقة بمحمد إموازي المعروف بـ"الجهادي جون" الشهير بذبحه للرهائن الغربيين في سورية.
حرب الإخوة الأعداء
يتخذ داعش الصومال من جبال غالغلا بمنطقة بونتلاند معقلا رئيسيا له. ومن هذه المنطقة ينحدر عبد القادر مؤمن.
في سنة 2014، استفاد مؤمن من استسلام قائد حركة الشباب في المنطقة للحكومة الصومالية ليقفز إلى القيادة. غير أنه فضل بعد عام أن يغير ولاءه نحو داعش لأسباب ما تزال غير واضحة.
في نيسان/أبريل 2016، أعلن التنظيم الجديد مسؤوليته عن أول عملية عسكرية في الصومال، استهدف من خلالها عربة عسكرية تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي.
ورغم أن الفصيل دخل في معارك ضد الحكومة الصومالية، إلا أن هذا لم يشفع له لدى حركة الشباب التي حذرت من أنها "ستذبح" كل من يغير بيعته من تنظيم "القاعدة" (تدين له الحركة بالولاء منذ 2012) إلى تنظيم داعش.
وهذا ما تم فعلا. إذ بمجرد إعلان مؤمن بيعته داعش، تعرض لهجوم شديد من مقاتلي الشباب، اضطر معه إلى الفرار محتميا بالجبال. لكنه مع ذلك يعتبر محظوظا، إذ إن فصيله في الشمال الشرقي بعيد عن معقل حركة الشباب في جنوب الصومال.
ولا يعرف إذا ما كان داعش في الصومال استفاد ماليا أو عسكريا من إعلان بيعته لأبي بكر البغدادي. لكنه رغم ذلك نجح في السيطرة على بلدة قندلة الساحلية الصغيرة في إقليم بونتلاند، في تشرين الأول/أكتوبر 2016.
وتزيد حداثة داعش الصومال وعزلته من صعوبة إعطاء تقدير دقيق لأعداد مقاتليه، إلا أن الأرقام في منتصف سنة 2016 كانت تشير إلى أنهم ما بين 100 إلى 150 مقاتلا، علما أن التنظيم يباشر مرارا عمليات تخريج لدفعات مقاتلين يشرف عليها عبد القادر مؤمن نفسه وفق ما تظهر أشرطة فيديو دعائية على الإنترنت.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659
آراؤكم
إظهار التعليقات