مارية عون، 22 عاما، ترتدي حجابا يغطي جسدها.
تؤكد مارية أن "الحجاب لم يتمكن يوما من حماية الفتاة من التحرش".
تقول إنها تتعرض للتحرش حتى عندما ترتدي عباءة طويلة. أحيانا يكون التحرش جسديا، وبطريقة "تخجل من وصفها".
قبل سنوات، أجرى برنامج "رايحين على فين" على قناة الحرة تجربة اجتماعية في شوارع مصر. ارتدت إحدى المشاركات نقابا وتجولت في الشارع. لم تسلم الفتاة/الممثلة من التحرش حتى وهي ترتدي زيا يغطي جسدها ووجهها بالكامل.
لكن أصابع الاتهام تشير في كثير من الأحيان نحو الضحية، لإلقاء اللوم عليها وتحميلها مسؤولية الجريمة.
وتؤكد دانيا الحجوج، الأخصائية القانونية في اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة تلقي شكاوى من محجبات تعرضن للتحرش.
وتؤكد الحجوج أن نسب الإفصاح عن التحرش متدنية. "خوف الفتاة على عملها يمنعها من الإبلاغ"، تقول الحجوج. وخارج العمل، يكون خوف الفتاة من الأهل والمجتمع.
لا أرقاما دقيقة
تشير دراسة مسحية أجريت داخل الجامعة الهاشمية في الأردن إلى تعرض 14% من الطالبات للتحرش الجنسي.
وتؤكد دراسة سابقة أجراها الباحث في علم الاجتماع محمود جميل الجندي في عدة محافظات أردنية إلى تعرض 53% من الأردنيات للتحرش، لفظيا وجسديا.
رغم ذلك، لا توجد إحصائيات دقيقة تبين مدى انتشار التحرش في الأردن.
"لغاية الآن لا يوجد رقم دقيق وواضح بشكل عام. وهناك سعي نحو إيجاد سجل وطني يعكس واقع العنف والتمييز ضد النساء في الأردن".
بالحجاب وبدونه
تقول ضحى صبحي، 35 عاما، إنها كانت تعتقد أن حجابها "سيحميها" من التحرش.
"كنت أعتقد بعض الشيء بوجود نوع من الاحترام الإضافي للفتاة المحجبة. بالعكس!".
خلعت ضحى حجابها، وما زالت تتعرض للتحرش الذي اعتادته وهي محجبة.
أما آلاء سليمان، 38 عاما، التي تحرص على ارتداء "الجلباب الشرعي"، فتؤكد بدروها أن التحرش لا يرتبط باللباس. "الأطفال يعانون منه أيضا، سواء بالتحرش اللفظي أو حتى باللمس"، تقول آلاء التي توضح أن المتحرشين يختارون أحيانا عبارات مخصصة للمحجبات.
تقول الطبيبة النفسية عصمت حوسو، مديرة مركز النوع المجتمعي للاستشارات، إن المتحرش "شخص لديه خلل نفسي. لأنه يكون إنسانا يشعر بدونية معينة ويشعر بذاته عندما يبدأ بإخافة الطرف الآخر".
وتشدد على أن لباس المرأة لا علاقة له باحتمالية تعرضها للتحرش. تقول "نشخص المتحرشين كشخصية معتلة اجتماعيا.. التحرش بشكل عام كله مرضي وليس عرضي".
وترفض الطبيبة النفسية اعتبار لباس الفتاة مبررا للتحرش، مستدلة بتعرض الأطفال للتحرش والاغتصاب.