حاز فيلم وثائقي سوري تم تصويره في إدلب، على جائزة بمهرجان "Grand Bivouac" الفرنسي، وذلك بعد حصوله في أبريل الماضي على جائزة أفضل سلسلة وثائقية في مهرجان "كان" الدولي، خلال المسابقة السنوية التي شاركت بها أفلام وثائقية من عدة دول.
ويمثّل فيلم "أماني خلف الخطوط" جزءاً من ستة أفلام وثائقية بعنوان (أرسم من أجل التغيير)، تتناول قصص حياة رسامات كاريكاتير حول العالم، بينهن رسامة الكاريكاتير السورية أماني العلي.
ويتحدث الفيلم عن جهودها في تحسين أوضاع النساء في منطقتها (إدلب) في ظل ظروف الحرب، ومعاناتهن لتحصيل حقوقهن المجتمعية، وكذلك القدرة على إحداث التغيير رغم الظروف الصعبة والاستثنائية.
(أماني /خلف الخطوط) يحقق جائزته الثانية بعد تحقيقه الجائزة الكبرى للمسلسلات الوثائقية في مهرجان كان الفرنسي للمسلسلات، يعاود الكرة يفوز بجائزة مهرجان
— Abdo Fayyad (@Abdulmutyfayyad) October 22, 2023
Grand Bivouac
جائزة.
(Horizon Price)
وبهذا يُكمل مسلسل الرسم من اجل التغيير الذي يُمثل بحلقة (أماني /خلف الخطوط) pic.twitter.com/NQTJJcj32L
وجاء الفيلم بإخراج مشترك من آلاء عامر وأليسار حسن، بينما أشرف عبدو فياض على عمليات التصوير والإضاءة والصوت، وشارك في صناعته فريق إنتاج ومتابعة من عدة دول، واستغرق تصوير الفيلم ثلاث سنوات اضطرت خلالها المخرجتان للعمل عن بعد نظراً إلى خطورة الوضع على الأرض في إدلب.
تقول عامر، لموقع "ارفع صوتك"، إنها قرّرت مع بحكم الزمالة والصداقة بينهما، العمل على مشروع خاص بهما، ونظراً لأن لدى الأخيرة تجربة في العمل في أفلام وثائقية ـ هي كاتبة سيناريو فيلم "الكهف" الذي ترشح للأوسكار عام 2020 ـ أتت فكرة العمل معاً على فيلم وثائقي.
فيما توضح حسن، أنها وعامر كانتا تبحثان عن طريقة مختلفة للحديث عن حكايا الناس في إدلب بطريقة اجتماعية، بدلاً من استعراض المأساة والألم الذي يعيشونه بشكل فجّ ومباشر.
وتضيف لـ"ارفع صوتك"، أنها عثرت على تقرير عن أماني، وهي رسامة كاريكاتير سياسي تعيش في إدلب، فتواصلت معها وعرضت عليها فكرة عمل فيلم وثائقي عن حياتها، ووافقت أماني على الفور.
تشرح حسن الصعوبات التي واجهتها وآلاء أثناء إعداد الفيلم، "أهمّها مشكلة التمويل، حيث بدأتا بتمويل ذاتي لمدة عام، قبل العثور على شركة إنتاج، بالإضافة إلى تحدّيات التصوير مع أماني عن بُعد، وصعوبة إعطاء المصوّر التعليمات ونحن لسنا موجودين في المكان، حيث كنا ننتظر أياماً إلى أن تصلنا المواد المصورة للاطلاع عليها"، وفق قولها.
وتتابع عامر الحديث عن هذه الجزئية: "واجهنا إشكالية تتعلق بدخول المصور في بيت أهل أماني، التي كان عليها أن تُقنع أهلها بالموافقة على دخول مصوّر شاب إلى البيت والتصوير معها، وهي ابنة بيئة محافظة، غير أن أماني تغلّبت على هذا الحاجز بشخصيتها القوية وقدرتها على الإقناع، وعبر ثقة عائلتها بها ودعمها إياها".
وحول إشكالية وجود مخرجين اثنين في فيلم واحد من حيث توزيع الأدوار والمهام، تتحدث عامر عن أن "تشابه الأفكار" بينها وبين حسن ساعدهما في تخطّي هذه الصعوبة، فيما بدت بصماتهما في الفيلم متقاربة إلى حد التطابق.
تبين المخرجتان أنهما أرادتا من خلال هذا الوثائقي، إظهار الحياة اليومية لأماني، بحيث يشعر المُشاهد أنه أمام مشاهد واقعية، ولذلك كان المصوّر فيّاض يقضي أياماً في بيت أهل أماني، يصوّر تفاصيل في حياتها اليومية، ويرصد كذلك النساء اللواتي كانت تعطيهن دروساً في الرسم.
ولأن الفيلم تم تصويره في إدلب فلا بدّ من رصد الأجواء في هذه المحافظة التي لا تزال تعيش تحت وقع القصف المتكرر لقوات النظام السوري، وفي بعض الأحيان كان الفريق يعمل مع أماني تحت ظروف القصف المفاجئ، الذي أصبح كأنه أمراً اعتيادياً وجزءاً من الروتين اليومي، فكان الفريق يستمر في العمل.
وتختم عامر حديثها بالقول، إن فيلم "أماني خلف الخطوط" شارك في عدة مهرجانات بدول أوروبية، بينها مهرجان "كان" في فرنسا، ومهرجان "حريات" في بلجيكا، إضافة إلى مشاركات في سويسرا وكندا، لكنه لم يشارك بعد في مهرجانات عربية، آملة في حدوث ذلك.