على بعد أكثر من 3218 كيلومترا، يشاهد أوليفر ألكساندر، رائد أعمال دنماركي، الحرب الدائرة في أوكرانيا، وهو داخل منزله في سواحل جنوب البرتغال.
وعبر تويتر وتطبيق تيلغرام، يصل ألكساندر إلى مجموعة كبيرة من مقاطع الفيديو التي تظهر الدبابات الروسية التي تتدحرج فوق الجسور الأوكرانية وطائرات الهليكوبتر الحربية الروسية التي تحلق في السماء.
ووفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، قد تؤدي جميع الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت إلى إحداث نوع جديد من ضباب الحرب، حيث تتشابك الحقائق والمعلومات المضللة باستمرار مع بعضها البعض، مما يؤدي إلى التوضيح والتشويش على قدم المساواة تقريبا.
قال ألكساندر، 28 عاما، محلل عمليات الاندماج والاستحواذ في شركة ناشئة: "وسائل التواصل الاجتماعي وروابط البيانات عالية السرعة توفر الآن صورا تكاد تكون أسرع وأكثر وضوحا من أي صراع عسكري سابق".
ولكن جوان دونوفان، مديرة الأبحاث في مركز شورنستين للإعلام والسياسة والسياسة العامة في جامعة هارفارد، تعتبر أنه "من الأفضل تشغيل الأخبار على الوسائل التقليدية للحصول على معلومات أكثر من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي".
وأضافت أن "الحسابات الداعمة لروسيا تعمل بالفعل على مشاركة مقاطع الفيديو والصور القديمة، التي تم التقاطها خارج السياق وإعادة تجميعها بأوصاف خاطئة".
وشددت دونوفان على أن الهدف من ذلك "هو إرباك الجمهور وتشكيل السرد تجاه المصالح الروسية، وذلك من خلال الأشخاص ذوي النوايا الحسنة أيضا".
في المقابل، استخدم المحققون المستقلون الصور ومقاطع الفيديو من وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد تحركات القوات العسكرية الروسية على الخرائط عبر الإنترنت في الوقت الفعلي.
وقبل ساعات من فجر الخميس في أوكرانيا، بدأ الناس يلاحظون أن خرائط غوغل، التي تحلل حركات الهاتف لتقدير حركة المرور على الطرق، قد نبهت إلى ازدحام مروري بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وكانت المركبات العسكرية الروسية في حالة تحرك، حتى قبل أن يعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الهجوم في خطاب ألقاه في الصباح الباكر على التلفزيون الوطني الروسي الخميس.
ومع بدء الغزو، أبلغت الإشعارات عبر الإنترنت عن إغلاق المجال الجوي في شرق أوكرانيا. وانتشر على تويتر صور المتظاهرين المناهضين للحرب في المدن الروسية التي يعمل المسؤولون الحكوميون هناك على قمعها.
Global protests were sparked to denounce the invasion of Ukraine, while more than a thousand who tried to do the same in Russia were arrested https://t.co/TzL0Jwyarb pic.twitter.com/AyqIpPLTTM
— Reuters (@Reuters) February 24, 2022
كما ساعد الموقع المواطنين الأوكرانيين في بث خوفهم وقلقهم للجمهور العالمي حيث هزت الانفجارات البلاد.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة لحظة اعتراض جسم مجهول فوق العاصمة الأوكرانية، في الساعات الأولى من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، فيما تحدث مسؤول أوكراني عن إسقاط طائرة روسية.
WATCH: Unknown object intercepted over Ukraine's capital; no further details pic.twitter.com/1FEqKpzSmD
— BNO News (@BNONews) February 25, 2022
وتأتي هذه المقاطع بالتزامن مع ما أفاد به مراسل وكالة فرانس برس، بشأن دوي انفجارين قويين، فجر الجمعة، في وسط كييف.
وسُمع دوي سلسلة انفجارات في كييف في وقت سابق، قال أنطون هيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني إنها أصوات دفاعات جوية تطلق النار على الطائرة.
وشنت روسيا غزوا واسع النطاق لأوكرانيا، الخميس. وقالت كييف إن الغزو تسبب في سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.
ويثير تقدم القوات الروسية مخاوف من تصاعد الهجمات التي تستهدف العاصمة كييف ومنشآت استراتيجية وحكومية