لم يتمكن نافع أحمد، خلال الأيام الماضية من الالتقاء بزملائه المتقاعدين كما كان يفعل يومياً بسبب حظر التجوال الذي فرضته حكومة إقليم كردستان منذ 14 مارس الجاري، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
يجلس نافع أحمد في المنزل ليمضي وقته الذي كان يقضيه قبل كورونا في المقهى مع زملائه المتقاعدين، فقسم هذا الوقت بين مجموعة من الهوايات التي كان يزاولها سابقاً.
يقول لـ"ارفع صوتك": "قبل كورونا كنت أتسوق صباحاً وأجلس بعد الظهر في مقهى المتقاعدين قرب قلعة أربيل التاريخية وسط المدينة، أما الآن فأمضي هذا الوقت في الاهتمام بالحديقة المنزلية، وأجلس فيها لأستمتع بقراءة الكتب وحل الكلمات المتقاطعة في الصحف القديمة الموجودة لدي، وأشاهد التلفاز وأتصل بزملائي بالموبايل لمعرفة كيف يمضون أوقاتهم".
ويضيف نافع "علينا جميعاً الالتزام بالبقاء داخل البيوت كي نجتاز المشكلة بسلام".
وأعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان، الإثنين، في بيان عن تسجيل ثلاث إصابات جديدة بفيروس كورونا في محافظة السليمانية، ليصل عدد المصابين بالفيروس في الإقليم إلى 37 إصابة، بينهم حالة وفاة واحدة وأربع حالات شفاء، فيما يخضع البقية للعناية الطبية.
في ذات السياق، تقول لافا فرهاد من السليمانية "قبل حظر التجوال كنت أمضي 12 ساعة يومياً في العمل وبعض الالتزامات الأخرى، لكنني أقضيها الآن داخل المنزل".
وتضيف "للأمانة هذه المرة الأولى التي نشعر فيها أن هناك من هو خائف علينا لذلك أنا ملتزمة بالبقاء في البيت".
أما عن النشاط البديل داخل البيت، توضح لافا "أقضي معظم الوقت في المطبخ وأستمتع بذلك، وأقرأ بعض المقالات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحاول جاهدة العودة لقراءة الكتب، ربما أحتاج إلى فترة أطول بعد انقطاع سنتين، فضلا عن تواصلي مع الأصدقاء عبر مكالمات فيديو".
التزام لافا بحظر التجوال لم يتوقف عند بقائها في المنزل، حيث امتنعت عن زيارة الأقارب أو استقبالهم، وتمضي غالبية وقتها مع والدتها وأخواتها فقط والعودة إلى الأجواء العائلية التي تشير أنها حرمت منها بسبب العمل والبقاء خارج المنزل خلال السنوات الماضية".
ورغم أن قرار حظر التجوال في إقليم كردستان كان في البداية لمدة 48 ساعة، إلا أن وزارة الداخلية مددته لـ72 ساعة أخرى قبل انتهائه منتصف ليل الأحد الماضي، في ظل إجراءات الوقاية من المرض.
وأكد قرار تمديد الحظر على أن أسواق المواد الغذائية والبقالة وأفران الخبز ستكون مفتوحة خلال فترة الحظر ويمكن للمواطنين الخروج للتبضع سيراً على الأقدام فقط.
من جهته، اختار الناشط المدني شاخوان صباح، من أربيل، تقديم الخدمات والمساعدات للمحتاجين من سكان المدينة وأطرافها خلال حظر التجوال.
يقول شاخوان لـ"ارفع صوتك": "مع إعلان حظر التجوال بادرت إلى تقديم المساعدة للمحتاجين من سكان المدينة، خصوصاً الذين تقع بيوتهم في مناطق بعيدة عن مركز المدينة، استفدت من موافقات المرور والتنقل التي أملكها لطبيعة عملي كإعلامي، من أجل إيصال الاحتياجات اليومية اللازمة لهم من غذاء ودواء بسيارتي الخاصة، ونقلهم إلى الصيدليات للحصول على أدويتهم".
ويبث صباح عبر صفحته في فيسبوك فيديوهات مباشرة يومياً بقصد التوعية بأهمية البقاء داخل المنازل، موضحاً مناطق تواجد القوات الأمنية والفرق الخدمية والطبية الجوالة في أحياء المدينة التي وفرتها حكومة الإقليم، كي يكون للمواطنين علم بتواجدها فيما إذا كانت لديهم أي حالة طارئة أو نقص في الخدمات الرئيسية أو وجود خلل فني فيها.
وذكرت وزارة الصحة والبيئة العراقية في بيان، أمس الاثنين، أن مجموع الإصابات بفيروس كورونا في العراق ومن ضمنه إقليم كردستان بلغ 133 حالة، منها 10 وفيات، وشفاء 32 حالة.