اختنقت أصوات كثير من المؤذنين وهم يرددون عبارة "الصلاة في بيوتكم يرحمكم الله"، بعدما أقرت الكثير من الدول العربية والإسلامية إغلاق أبواب المساجد أمام المصلين في إجراء احترازي للحد من تفشي وباء كورونا.
لكن كثيرا من المسلمين لم يكثرتوا لتلك التدابير الوقائية التي اتخذتها حكومات دول عربية وإسلامية بينها المغرب ومصر والسعودية وأندونيسيا وسلطنة عمان.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لإقامة الصلاة جماعة في هذه البلدان أمام المساجد أو في أماكن أخرى.
وكتب مغرد عماني يدعى سيف على صفحته في تويتر بينما كان يعلق على مجموعة من المسلمين يؤدون الصلاة في جماعة: "شيء مؤلم رؤية أشخاص يضربون بعرض الحائط التعليمات الصادرة من الحكومة بعدم التجمهر".
وأضاف "عندما واجهت الإمام تلفظ بألفاظ نابية للأسف الشديد. هذا استهتار صارخ. أرجو التدخل".
شئ مؤلم رؤية اشخاص يضربوا بعرض الحائط التعليمات الصادرة من الحكومة بعدم التجمهر.مجموعه من العمانيين واخواننا الوافدين يؤدون صلاة المغرب في جامع التوبة بالغبرة الشمالية في اول ايام الحضر. وعندما واجهت الامام تلفظ بألفاظ نابية للأسف الشديد. هذا استهتار صارخ. ارجو التدخل pic.twitter.com/jk46xdAYv2
— Saif (@Saif63586221) March 18, 2020
وفي المغرب كتب الصحافي أحمد مدياني على صفحته في فيسبوك أن مجموعة من المسلمين صلوا جماعة أمام المسجد رغم فتوى المجلس العلمي الأعلى، مرفقا ذلك بصورة فوتوغرافية.
ورأى أنه يجب الضرب بيد من حديد واعتقال هؤلاء المخالفين.
وأطلق مغاربة على فيسبوك مقترحا حملة "صلوا في بيوتكم" لحض الناس على الصلاة في بيوتهم.
وعلق السلفي المغربي السابق والباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي على الحملة، واصفا الفكرة بأنها جميلة.
ونشر رفيقي في منشور آخر مجموعة صور لمسلمين يؤدون الصلاة في جماعة، وطالب بتوقيفهم.
وفي مصر، فرقت دورية أمنية في العاصمة القاهرة مجموعة من الوافدين من الصلاة جماعة وطردتهم من أمام مسجد الشملان بمنطقة المرقاب بعد بلاغ من إدارة المسجد تجنبا لإصابتهم بالمرض.
وبحسب مصدر محلي خاص أقيمت الصلاة جماعة في بعض جوامع مدينة الجيزة دون أن يعترض أحد.
ويوم الأربعاء، احتشد الآلاف من المسلمين من جميع أنحاء آسيا في تجمع ديني في إندونيسيا على الرغم من المخاوف من أن يؤجج هذا التجمع تفشي فيروس كورونا، بعد أسبوعين فقط من حدث مماثل في ماليزيا تسبب في إصابة أكثر من 500 شخص.
ونقلت وكالة رويترز عن موستاري بهر الدين أحد المنظمين عندما سئل عن خطر انتشار للفيروس بين المشاركين في الحدث الذي وقع في مقاطعة جنوب سولاويزي الأندونيسية، قوله "نحن خائفون أكثر من الله".
وقال "لأن الجميع بشر، نخشى الأمراض والموت.. ولكن هناك شيء آخر للجسد، وهو روحنا".
وأثارت فتاوى دينية بوجوب إغلاق المساجد أمام المصلين للحيلولة دون انتشار الجائحة الوبائية التي خلفت قرابة 8 آلاف حالة وفاة حتى الآن حول العالم الرفض، خصوصا في أوساط كثير من السلفيين الذين اعتبروها "باطلة".