رحمة حجة:
عرض المسلسل الأميركي "Quantico" بجزئيه الأول والثاني (2015-2017) عبر قناة "ABC" الأميركية، وحظي بتقييم 7.1/10 من قبل المصوتين على الموقع الأشهر في تقييم الأعمال السينمائية والدرامية "IMDP".
وتدور أحداث المسلسل في جزئه الأول داخل أكاديمية تابعة لمكتب التحقيق الفيدرالي "FBI"، وتجمع تحت قبتها عددا من الطلبة الذين يتدربون ليصبحوا عملاء "اف بي آي" مختصّين بمكافحة الإرهاب.
وما يميّز هؤلاء الطلبة تنوعهم الديني والعرقي، كما تظهر اللكنة الخاصة بلغة البعض منهم على نطقه بالإنجليزية.
أما الجزء الثاني، فهو تدريب آخر لكن هذه المرة تحت قبة وكالة المخابرات المركزية "CIA"، وينضم إليه عميلان سابقان في "اف بي آي"، أحدهما بطلة الجزء الأول (أليكس)، وتقوم بدورها الفنانة الهندية بريانكا شوبرا.
كما أن أبطاله وهم المتدربون مع "سي آي إيه" متنوعو الجنسيات، تم جلبهم من خارج أميركا. ولكن غالبيتهم دائمو التذمّر من التحولّات التي تحدث في شخصياتهم بسبب هذا التدريب، وترد في هذا السياق عبارة على لسان أليكس "في اف بي آي يعلموننا أن نصبح أشخاصا جيدين لكن هنا نتعلم كيف نصبح سيئين".
انفجار كبير
ويبدأ الجزء الأول من لحظة انفجار كبير في مجمع تجاري بمدينة نيويورك، تتهم فيه عميلة في الـ"اف بي اي"، ثم تنسدل الأحداث بين زمنين، ما قبل الانفجار، المتمثل بالتدريبات التي تلقاها طلبة الـ"اف بي آي" في أكاديمية "كوانتيكو"، أما ما بعده، يتمثل بمحاولات حثيثة لإيجاد الجاني الحقيقي وإثبات براءة المتهمة.
بين الطلبة أختان توأم مسلمتان، من أصول لبنانية، لكن ظهورهما معاً في المسلسل لا يأتي مباشرة، فإحداهما تتخفى مدة طويلة، وتؤدي الدور الفنانة الفلسطينية - اللبنانية ياسمين المصري.
وليس هذا التوأم هو الظهور الوحيد لمسلمين في المسلسل، حيث ظهرت خلية إرهابية يدين عناصرها بالإسلام، لذا دعوني ألخص ملامح هذا الظهور في السطور الآتية:
- نموذج المسلم المتدين الذي يؤدي فرائض الإسلام باعتدال ويرفض القتل باسم الدين ويندد بالإرهاب بل ويسعى لأن يكون جزءاً فاعلاً ضده عبر العمل في "اف بي آي"، ومثل هذا النموذج رينا، المحجبة، وهي العنصر الظاهر من التوأم، غير المتخفي.
- نموذج المسلم غير المتدين، الذي لا يمارس العبادات، ولا مانع لديه في شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير، أو إقامة علاقة جنسية من دون زواج، ومثله الشق الآخر من التوأم وهي نعمة، وكانت تتبادل وأختها الدور أمام الطلبة وفي التدريبات دون أن يميز بينهما أحد، وكله تحت إشراف وعلم مدربتهم في الأكاديمية.
- نموذج الإرهابي المتمثل في خلية مسلحة تنشط سرياً، وتكشف عنها رينا ونعمة معاً، لكنهما لا تتمكنان من منعها تنفيذ هجوم مسلح يقتل فيه الأمن الذي يحرس الأكاديمية.
وفي مواجهة بين رينا وأحد عناصر الخلية تطلب منه ألا يقتل، ويكون رده بأنه يدافع عن حقه بدعوى الجهاد فتجيبه "هذا ليس جهاداً هذه بلطجة؛ وإذا قُتلت لن تكون شهيداً".
علاقات عاطفية
وتحدث بين عدد من الطلبة علاقات عاطفية، بينها علاقة رينا (اللبنانية المسلمة) بسايمون وهو يهودي إسرائيلي شارك مع الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة وقتل مدنيين، وهو الشيء الذي كشفته نعمة أثناء أحد التدريبات التي كان محورها التقصّي معلوماتياً عن بعضهم البعض. ويبدي سايمون ندمه على ما قام به في غزة، ويعترف بأنه ارتكب خطأ بقتله للمدنيين، إلا أن هذا لا يشفع له عند نعمة، التي تمنع أختها من الاستمرار في علاقتها معه.
ومع تطور الأحداث وتعقدها في المسلسل، تصل ذروتها في الحلقة الأخيرة من موسمه الأول حين يقرر التضحية بنفسه فرداً مقابل أن يعيش الجميع بمن فيهم أصدقاؤه والموظفون ورواد المباني المجاورة لمبنى الـ"اف بي آي" الذي كان على وشك الانفجار لولا أنه حمل القنبلة وقاد سيارته بالسرعة القصوى ليلقى حتفه في مياه النهر.
في الجزء الثاني يزور الأصدقاء قبر سايمون، ويتخلل المشهد صوت نعمة (التي رفضته سابقاً) تتلو صلوات باللغة العبرية.
والمفاجأة وربما هي الفكرة العامة من الجزء الأول، أن كل هذا التخوف من الآخر الوافد إلى أميركا يتبخر في لحظة الكشف عن أن مرتكب جميع التفجيرات الإرهابية هو موظف كبير في "اف بي آي" ولكنه حاقد على المؤسسة، ربما بمعنى آخر أن الخطر في أحيان كثيرة يقبع في الداخل بينما كل الأذهان تنظر إلى الخارج!
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659