نساء مصريات في حفل زواج شعبي/وكالة الصحافة الفرنسية
نساء مصريات في حفل زواج شعبي/ وكالة الصحافة الفرنسية

القاهرة - الجندي داع الإنصاف:

يثير مشروع قانون جديد في مصر بشأن تنظيم عمل المأذونين، تقدم به النائب عبد المنعم العليمي إلى البرلمان، جدلا واسعا. وجاء المشروع بعدد من المقتضيات التي أثارت حفيظة الكثيرين، خاصة في الأوساط المحافظة، من بينها منح الزوجة الحق في تطليق نفسها، واشتراط حصول الزوج على إذن كتابي من زوجته الأولى إذا رغب في الزواج من ثانية.

ويقترح المشروع أيضا الاتفاق على راتب شهري يدفعه الزوج إذا طلق زوجته، يكون بقيمة الحد الأدنى للأجور (1200 جنيه)، والاتفاق المسبق على الشخص الذي تؤول له ملكية المنقولات الزوجية وأيضاً من يكون له حق الانتفاع بالشقة حال الطلاق أو الوفاة.

اقرأ أيضا:

نائبة مصرية تسعى لإقرار راتب للمطلقات

معركة آمنة نصير: المطلقة وأموال طليقها

وينضاف إلى هذا مجموعة من الشروط الأخرى المتعلقة بسن الزواج وبيانات الزوجية وشروط عمل المأذون الشرعي، غير أن النقطتين الأولى والثانية هما الأكثر إثارة للجدل لاتصالهما بخلافات فقهية وشرعية وبأعراف وتقاليد المجتمع المصري.

الطلاق حق أصيل للرجل؟

بحسب الدكتور/ عباس صالح الأزهري، وهو من علماء وزارة الأوقاف، في حواره لموقع (ارفع صوتك)، فإن الطلاق "حق أصيل للرجل" إلا إذا تنازل عنه عند الزواج.

ويوضح العالم الأزهري، قائلا "الأصل أن الله سبحانه وتعالى جعل العصمة في يد الرجل وجعل له القوامة كما في قوله تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ). هذا يعني أن العصمة من حق الرجل فإذا تنازل عنها حباً لامرأته فذلك جائز ويصبح من حقها حينها تطليق نفسها وقت ما تشاء على أن يُضمَّن هذا الاتفاق في عقد الزواج".

وعلى هذا الأساس، يعتبر الأزهري أن مشروع القانون المقدم ليس في صالح الأسرة. لكن أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر آمنة نصير ترفض هذا الرأي جملة وتفصيلا، مؤكدة على حق المرأة في تطليق نفسها.

تقول آمنة نصر "نعم هذا الحق يضمن لها حقوقها الشرعية وهو لا يتناقض مع الشريعة ولا يوجد نص في الشرع يحرم ذلك. والجدل القائم حول مقترح تطليق المرأة لنفسها مبعثه رفض الرجل".

زواج ثان

يعترض أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية أحمد مهران على ما تضمنه مشروع القانون من اشتراط المرأة على الرجل عدم الزواج عليها، معتبرا أن هذا "مخالف للشروع والدستور لأنه يحرم حلالاً، فقد أحل الشرع تعدد الزوجات".

ويتابع مهران "أرى أننا لسنا في حاجة لقانون كهذا لأنه لن يحقق أي منفعة للسيدات في مصر بقدر ما سيضرهن ويدمر منازلهن وسيؤدي إلى زيادة نسب الطلاق ويهدد حقوق المرأة ويفسد العلاقة بين الرجل والمرأة".

هنا أيضا تبدي آمنة نصير معارضتها الشديدة. وتؤكد أن اشتراط المرأة على الرجل عدم الزواج عليها "لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، كما أن ووثيقة الزواج بمثابة عقد. والعقد شريعة المتعاقدين".

وتضيف نصير "من الممكن أن يتم وضع كل ما يريده الطرفان في العقد بشرط ألا يحل حرامًا أو يحرم حلالاً.  فهذه هي الحالة الوحيدة فقط التي تعتبر فيها وثيقة الزواج مخالفة. وما دون ذلك من الشروط الواردة في مشروع القانون غير مخالفة للشريعة. فمن حق الزوجة أن تعلم بزواج زوجها من أخرى".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

 

 

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.