بوجد في سجون المغرب حوالي 890 سجينا على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب/وكالة الصحافة الفرنسية
بوجد في سجون المغرب حوالي 890 سجينا على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب/وكالة الصحافة الفرنسية

المغرب- عبد العالي زينون:

أطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في المغرب برنامج "مصالحة" لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية المدانين في إطار قضايا الإرهاب، بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومختصين في علم النفس الاجتماعي.

المصالحة طريق العفو

يرتكز البرنامج، حسب المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، على ثلاثة محاور: المصالحة مع الذات، المصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع المجتمع. وأوضحت المندوبية أن "برنامج مصالحة يتميز عن غيره من المبادرات السابقة، من حيث تأطيره الشمولي للسجناء وتأهيلهم نفسيا وفكريا وسلوكيا للتعامل بطريقة سليمة مع نظم المجتمع وفعالياته والبشرية بما يسمح لهم الاندماج الكامل والفعال".

اقرأ أيضا:

مدير جهاز مكافحة الإرهاب في المغرب: فككنا 52 خلية لداعش

عودة المقاتلين المغاربة من داعش.. السجن في الانتظار

وكانت وزارة العدل المغربية أشارت سابقا إلى أن عددا من السجناء المتابعين في قضايا الإرهاب استفادوا من عفو ملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب (20 آب/أغسطس)، بعد مشاركتهم في برنامج "مصالحة" الخاص بفئة السجناء المتطرفين.

وذكرت الوزارة أن 13 معتقلا ممن أدينوا بعقوبات في قضايا إرهابية "أعلنوا بشكل رسمي تشبثهم بثوابت الأمة ومقدساتها وبالمؤسسات الوطنية، وبعد مراجعة مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية، ونبذهم للتطرف والإرهاب، وأكدوا أنهم رجعوا إلى الطريق القويم (...)".

مجرد تسويق إعلامي

على الطرف، ينفي عبد الرحيم الغزالي، الناطق باسم "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين"، استفادة المعتقلين من برنامج "مصالحة". يقول "لم يعلن مطلقا عن أي برنامج داخل السجون اسمه برنامج "مصالحة"، كما أن الذين شاركوا فيه حينها لم يكونوا يعلمون أنهم يشاركون في برنامج بهذا الاسم".

واعتبر الغزالي أن "الصورة التي روجتها مندوبية السجون عن البرنامج لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد تسويق إعلامي، مشيرا إلى أن المندوبية سبق لها أن أكدت في بيان رسمي أن الدولة لم تفتح أي حوار مع المعتقلين الإسلاميين، بل هي مجرد دورات تكوينية قصد محاصرة الفكر المتطرف داخل السجون".

وقالت مندوبية السجون إن سجناء مدانين في ملفات الإرهاب والتطرف، يمثلون عينات من مختلف الاتجاهات الجهادية، والمحكوم عليهم بعقوبات سجنية متفاوتة، استفادوا من النسخة الأولى من برنامج "مصالحة" التي انطلقت خلال الفترة الممتدة ما بين 29 أيار/مايو و25 تموز/يوليو الماضي، مشيرة إلى أنهم "عبروا عن رغبة أكيدة في المشاركة في هذا البرنامج بشكل اختياري وعن طواعية".

لكن الغزالي يوضح ما حدث كما يلي: "هناك سجناء سلفيون سبق لهم أن تقدموا بطلبات للرابطة المحمدية للعلماء قصد التوسط في الملف... فتمت دعوتهم إلى دورة تكوينية ليس إلا، فإذا بهم يفاجؤون ببلاغ العفو يتضمن مسمى برنامج مصالحة".

مبادرات شاملة

يشدد محمد حقيقي، المدير التنفيذي للرابطة العالمية للحقوق والحريات، على ضرورة إجراء مصالحة وطنية شاملة لفائدة معتقلي السلفية الجهادية. "نادينا بمصالحة وطنية تشمل المعتقلين الإسلاميين، وطالبنا بنموذج ثان لهيئة الإنصاف والمصالحة التي أنشئت (سنة 2004) لتصيفه ملفات سنوات الرصاص (ملفات الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان من سنة 1956 إلى 1999) من أجل جبر الضرر وإعادة الإدماج، لكن هناك جهات تتدخل وتعرقل مسار المصالحة وتؤول إلى الفشل"، يقول محمد حقيقي.

ويشير المتحدث إلى أن المراجعات يجب أن تشمل جميع المتابعين في قضايا الإرهاب والتطرف وليس فئات محددة. "لقد تفاجأنا بإطلاق سراح معتقلين سلفيين قيل أن استفادوا من مبادرات للمصالحة والمراجعة، لكن بعض السجناء نفوا وجود هذه المبادرات ولم يعلموا بوجودها حتى يستفيدوا منها".

ويشدد حقيقي أن "أي مبادرة للمصالحة يجب أن تكون لها آفاق واضحة، وآليات للتأكد من أن الذين استفادوا منها تابوا حقيقة وتراجعوا عن أفكارهم المتطرفة، وليس فقط تبني خطاب مضاد للتطرف، والقول بأن مبادرات المصالحة آتت أكلها".

ويوجد في سجون المغرب حوالي 890 سجينا على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب، ضمنهم 132 معتقلا على خلفية أحداث 16 أيار/مايو 2003 الإرهابية في مدينة الدار البيضاء.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

 

 

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.