يتلخص المشروع الجديد في إدخال تعديلات على القانون المنظم للجنسية المصرية رقم (26) لسنة 1975/ وكالة الصحافة الفرنسية
يتلخص المشروع الجديد في إدخال تعديلات على القانون المنظم للجنسية المصرية رقم (26) لسنة 1975/ وكالة الصحافة الفرنسية

القاهرة - الجندي داع الإنصاف:

يثير مشروع قانون خاص بتعديل بعض أحكام قانون الجنسية في مصر الكثير من الجدل هذه الأيام. ويسمح مشروع القانون الجديد بسحب الجنسية من كل من ثبت انضمامه إلى جماعة أو جمعية أو جهة أو منظمة أو عصابة أو كيان يستهدف المساس بالنظام العام للدولة أو تقويض النظام الاجتماعي أو السياسي لها بالقوة أو بالوسائل غير المشروعة.

وحظي المشروع بموافقة الحكومة، ويرتقب أن يقدم لمجلس النواب للتصويت عليه.

 الإرهاب وسحب الجنسية

يتلخص مشروع قانون الجنسية الجديد في إدخال تعديلات على القانون المنظم للجنسية المصرية رقم (26) لسنة 1975 من أجل توسيع حالات سحب الجنسية.

اقرأ أيضا:

جمعية سعودية تنتقد قطر بسبب 'سحب جنسيات' بعض مواطنيها

سحب جنسية الزعيم الروحي لشيعة البحرين

فبالإضافة إلى حالات اكتساب الجنسية المصرية عن طريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة، يسمح التعديل بسحب جنسية المدانين بالانضمام إلى جماعات إرهابية. وأثار هذا الأمر تخوفات بعض الحقوقيين والقانونيين من التوسع في استخدام حالات سحب الجنسية، معتبرين مشروع القانون مخالفا للدستور والمواثيق الدولية خاصة العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

في المقابل، يعتبر المؤيدون أنه من غير الممكن الإبقاء على الجنسية المصرية للمدانين في قضايا الإرهاب مؤكدين أن المشروع سيساهم في مواجهة الإرهاب.

ويسمح القانون في دول عربية مثل البحرين والسعودية بسحب الجنسية من المدانين في أعمال إرهابية. وفي أوروبا أثير جدل شديد، في فرنسا خاصة، حول سحب الجنسية من ثنائي الجنسية المتورطين في أعمال إرهابية. وأدى هذا إلى استقالة وزيرة العدل الاشتراكية كريستين توبيرا احتجاجا على مشروع مماثل قدمته حكومتها حينها.

ويؤكد صلاح فوزي أستاذ القانون وعضو لجنة الإصلاح التشريعي التي أعدت مشروع القانون، أن التعديلات التي أدخلت على المادتين 15 و16 من قانون الجنسية "ليست بدعة"، موضحا أنها  "موجودة في دول كثيرة في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية. كل قوانين الجنسية في العالم عادة ما تتضمن نصوصاً تبين كيفية اكتساب الجنسية وحالات سحبها".

ويتابع فوزي "الإضافة التي أدخلت على المادة 15 تنص بالأساس على 10 حالات لإسقاط الجنسية تعمل بها كل هذه الدول وتتمثل في أن المُدان قضائيا في الجرائم المضرة بأمن الدولة في الداخل والخارج كالتخابر والخيانة تسحب منه الجنسية".

مخالفة دستورية

في المقابل، يؤكد الناشط الحقوقي نجاد البرعي لموقع (إرفع صوتك) أنه لا "يوافق على مشروع قانون الجنسية بشكل مطلق لأن التعديلات التي تم إدخالها على قانون الجنسية الأصلي تخالف الدستور".

ويوضح البردعي "لا يجوز بأي حال من الأحوال إسقاط أو سحب الجنسية من المواطن المصري لارتكابه جريمة. الطبيعي أن يُعاقب على جريمته بالقانون. ولكن من الممكن تطبيق ذلك على المتجنسين لسبب أو لآخر بالجنسية المصرية" . 

وبدوره، وأعلن الفقيه القانوني محمد نور فرحات اعتراضه على مشروع القانون. وكتب على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا:

​​

 

لكن صلاح فوزي يتشبث بأن التعديلات المرتقبة لا تخالف الدستور. يقول في حديثه لموقع (ارفع صوتك) "لا يوجد في الدستور، وأنا أحد صناعه، إلا مادة واحدة تتحدث عن الجنسية وتقول إن الجنسية حق لمن يُولد لأب أو أم مصريين، وينظم القانون شروط اكتساب الجنسية. ولم تقل المادة إنها حق له حتى مماته".

ويتابع فوزي "في ظني وقناعاتي أن هذه التعديلات ضرورية لأنها تطال الإرهابيين الذين لا يؤمنون بالوطن، وهم كارهون له حاقدون عليه، ولذلك يلزم ألا يحملوا جنسيته".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.