نساء سعوديات
نساء سعوديات

بقلم صالح قشطة:

تشهد المملكة العربية السعودية مؤخراً مجموعة من القرارات غير المسبوقة كالسماح للمرأة بقيادة سيارتها بنفسها، وبعض الأحداث التي أثارت الجدل في الشارع السعودي كعودة الموسيقى وأغان لأم كلثوم إلى شاشة التلفزيون الرسمي في المملكة. هذا بالإضافة إلى أنباء تدور حول ترقب الشارع لصدور قرارات باتت وشيكة بحسب البعض، كافتتاح دور للسينما وإقامة احتفالات فنية ذات نطاق واسع وأبعاد جاذبة للسياحة.

وفي حديث إلى موقع (إرفع صوتك)، تعبر الفنانة التشكيلية السعودية مها الشهراني عن سعادتها بما صدر من قرارات، تقول إنها تتجاوز شأن قيادة المرأة للسيارات، وتمس بشؤون هامة أخرى كالسماح للمرأة السعودية بالمشاركة في الألعاب الأولمبية.

اقرأ أيضاً

دراسة: 43 في المئة من الدول تتبنى ديانة أو مذهبا

الداخلية السعودية تستعد لتطبيق قرار قيادة المرأة للسيارة

وفي شأن القيادة، تشدد الشهراني على أن قيادة المرأة ضرورة من ضروريات الحياة، وليست مجرد ضرب من ضروب التسلية.

"الوضع تغير والمرأة السعودية باتت متطورة ولديها مشاريع وأعمال، ومنهن من يحتجن أن يباشرن عملهن بأنفسهن"، تقول الشهراني؛ مشيرة إلى أن العدد الكبير للسائقين الأجانب في السعودية، و"المشاكل" المرافقة لهم من أبرز الأسباب التي سُمح للمرأة القيادة على ضوئها.

كما تتطرق خلال حديثها إلى "رؤية السعودية 2030"، المظلة الشاملة لكافة القرارات غير المسبوقة في المملكة "محمد بن سلمان متفتح، ولديه رؤية خاصة به ويريد إيصال البلاد إلى مرحلة تواكب بها التطور الحاصل في العالم.. ويرغب بتطوير مناطق سياحية على مستوى عالمي".

وتتوقع الفنانة التشكيلية مستقبلاً سعودياً سيشهد تطوراً أكثر وانفتاحاً أكبر، "وحتى الفرد السعودي سيكون متفتحاً بشكل أكبر.. والنقود التي يتم صرفها في الخارج ستبقى داخل البلاد، وهذا سينشط الاقتصاد وسيطوره بشكل أكبر".

قرارات جديدة؟

من جهته، يؤكد الصحافي السعودي عبد المجيد با منيف لموقع (إرفع صوتك) أن القرارات الجديدة في بلاده كانت متوقعة، وبالنسبة لقيادة المرأة للسيارة "فهو أمر لم يكن ممنوعاً من قبل الدولة، وكان الأمر متعلقاً بتقبل الشعب لقرارات كهذه".

كما يشير الصحافي خلال حديثه إلى بعض القرارات المرتقبة في الشارع السعودي، والتي يتوقع البعض أن تكون مثيرة للجدل وحديثاً آخر للشارع. "قريباً قد نسمع قرار افتتاح دور للسينما. وهناك قرار آخر من المحتمل أن يتم طرحه في مجلس الشورى، يتعلق بإغلاق المحال التجارية أثناء الصلاة، خاصة صلاتي المغرب والعشاء". وتطرق إلى أمر ملكي تم توجيهه إلى الحكومة مؤخراً بإصدار قانون يجرّم التحرش ويغلظ عقوبته.

كما يتطرق با منيف إلى احتفالات أقيمت بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، حيث تمت إقامة احتفال كرنفالي في أحد الملاعب، تم فيه "السماح للعائلات بدخول الملعب والمشاركة في الفعاليات المقامة رغم أن ذلك لم يكن مسموحاً في الفترة السابقة".

وفيما يتعلق بالجدل الدائر حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يؤكد الصحافي وجود "تجاوزات" من قبل بعض أفراد الهيئة. وكان ذلك بسبب محاولة بعض رجال الهيئة لأن تكون لهم سلطة رجل الأمن وسلطة الضبط الديني، مؤكداً أن ذلك الأمر تم ضبطه من قبل السلطات المتخصصة.

وفي ختام حديثه، يقول "المملكة تريد أن تواكب العالم في 2030، وجملة القرارات التي باتت حديث الشعب هي ضمن رؤية المملكة 2030، فلا يمكن أن تخاطب العالم الخارجي ولديك ملفات كقيادة المرأة للسيارة".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.