لاجئون سوريون في الأردن/Shutterstock
لاجئون سوريون في الأردن/Shutterstock

عمان - راشد العساف

يجد الشباب السوري فرصة للعمل في خدمة الطعام والشراب في الفنادق والمطاعم، لعدم إقبال الشباب الاردني على تلك المهن، رغم أن فرص العمل فيها متوفرة بكثرة.

وأن تكون متمتعا بالجنسية السورية هو الشرط الأساسي للحصول على منحة دراسية للسوريين المقيمين في الأردن ضمن مجال خدمة الطعام والشراب في الفنادق للذكور والاعتناء بالأظافر للإناث.

والمنحة مقدمة من كلية القدس في عمان وتقدر قيمة الدورة​ بـ1500 دينار أي حوالي 2100 دولار أميركي. 

اقرأ أيضاً:

أسسه شباب سوريون.. قصة فريق تطوع استثنائي

اللاجئون السوريون إلى ألمانيا: كيف أثّروا في نتائج الانتخابات؟

 تأمين وظائف للسوريين

يقول الشاب السوري عبادة محمد، أحد المشرفين على المنح المقدمة للسوريين، إنهم يعملون على تأمين فرص عمل للذكور والإناث السوريين بعد الانتهاء من الدورة التدريبية التي تقام في إحدى الكليات بعمان.

ويضيف لموقع (إرفع صوتك) أنهم يتواصلون مع الفنادق والمطاعم في عمان والمحافظات الأردنية لتزويدهم بكفاءات مدربة على العمل الفندقي أو مهام التزيين النسائي.

ويبين أن الدورة مدتها ثلاثة أشهر تقدم للسوريين الحاملين للبطاقة الأمنية الصادرة عن وزارة الداخلية الأردنية وبطاقة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وألا يزيد عمر المتدرب عن 30 سنة وألا يقل عن 18 سنة.

طموح شبابية معلقة

يرى الشاب السوري بلال ذياب بصيص أمل في الدورة التدريبية التي يطمح في الحصول على منحة فيها، ليبدأ حياته العملية في عمان بعد سنوات اللجوء التي قضاها في الأردن منذ عام 2012.

بلال (23 عاما) يعمل في أحد المطاعم الشعبية في عمان، ويسعى لتطوير نفسه في العمل الفندقي من خلال الدورة التدريبية في خدمة الطعام والشراب، لتحسين مستواه المعيشي والاجتماعي بين أقرانه.

ويقول إنه يمتلك بعض الأساسيات في مجال العمل الفندقي ضمن خدمة الطعام والشراب، ويسعى لتطبيقها في عمله أثناء فترة الدورة لحين إيجاد مكان جديد يتناسب مع المهارات الجديدة التي سيكتسبها من التدريب.

فسحة أمل

الشابة ميساء شامات (21 عاما)، لاجئة سورية في الأردن، تقول إن حصولها على فرصة تدريبية في مجال العناية بالأظافر صنع لها فسحة أمل في تحقيق حلم الطفولة بأن تكون الخطوة الأولى خبيرة تجميل للمشاهير.

تضيف ميساء أن التدريب سيضع قدمها على أول الطريق، فلطالما كانت تحلم أن تكون خبيرة تجميل والعمل مع مشاهير الفن والإعلام، فهي متعلقة بنجوم الدراما السورية.

الظروف المحيطة صبت في مصلحتها، هكذا تقول ميساء، فيها تسكن عمان وهذا شرط الحصول على المنحة، وستقوم بفتح مركز تجميل صغير بالاشتراك مع صديقة أردنية لها بعد الانتهاء من الدورة، والانتقال إلى دورة متخصصة أكثر في المستقبل القريب.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.