صورة تعبيرية لمعتقل
صورة تعبيرية لمعتقل

بقلم صالح قشطة:

مجموعة من السوريات، تجمعن في ساحة البرلمان في العاصمة البريطانية لندن، مقابل باص (الحافلة اللندنية الحمراء)، الأربعاء 11 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن علقن عليها صوراً لذويهن من المعتقلين الرازحين في السجون السورية، في محاولة لإيصال أصواتهن إلى العالم، أملاً في أن يساهم ذلك في الإفراج عمن هم خلف القضبان من أقربائهن.

وبحسب السورية فاطمة هاشم، والتي كانت ضمن حضور الفعالية في لندن، فإن السيدات صعدن إلى الحافلة مع مجموعة من البريطانيين، وغنّوا "يا سجّاني" (أغنية لسميح شقير تطالب بالتحرر من الظلم والاضطهاد) سويةً بالإنجليزية والعربية، بتواجد جماعة من المارة ووسائل الإعلام.

"باص الحرية"

انطلقت الحملة التي سمّيت "عائلات من أجل الحرية"، في شهر شباط/فبراير 2017 في جنيف، ويفترض أن تجوب عبر الباص مناطق مختلفة حول العالم.

اقرأ أيضاً: 

هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بتعذيب معتقلين

مساجد الموصل تفقد غالبية مرتاديها بسبب داعش

تؤكد هاشم لموقع (إرفع صوتك) أنه من الضروري عمل كل ما هو ممكن فيما يخص قضية المعتقلين. وتتابع "قد لا تظهر النتائج بشكل سريع ومباشر، لكنها ستظهر في يومٍ من الأيام عاجلاً أم آجلاً".

وتستشهد الناشطة السورية، بمطالبات للإفراج عن معتقلين أدت بالنهاية إلى إطلاق سراحهم، أبرزها قضية مازن درويش، "وهو ناشط معروف في مجال حقوق الإنسان، بقي معتقلاً لدى النظام السوري لفترة طويلة. لكن كانت هناك مطالبات دائمة للإفراج عنه، وتم إطلاق سراحه في النهاية".

ومن ذوي المعتقلين، تتحدث إلى موقع (إرفع صوتك) الطبيبة هالة عبد الكريم، التي قدمت لتطالب بدورها بالإفراج عن شقيقها وعمّها، حيث تم اعتقالهما بظروف غامضة، لا مبرر واضحا لها. "جمعتنا قضية اعتقال أحبائنا وأقاربنا أو اختفائهم قسرياً منذ بداية الأزمة في سورية. ومعظمهم لدى النظام السوري"، تقول هالة؛ موضحة أن الحملة انطلقت "باسمنا وباسم كل أسرة سورية لديها معتقل مجهول المصير".

في المكان والوقت الخطأ

وبحسب هالة، فإن أغلبية من اعتقلوا لا علاقة لهم بأي من أطراف الصراع في سورية. "هم أبرياء تواجدوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، وقرر أحدهم اعتقالهم".

وتشير الطبيبة إلى أن عمها المعتقل يبلغ من العمر 70 عاماً، وهو فلّاح، كان في طريقه إلى سوق الخضار، "أوقفوه وأخذوه دون أن يعرف أحد السبب منذ خمس سنوات حتى اليوم"، مؤكدة أن شقيقها أيضاً "أخذوه من عمله" دون أسباب واضحة.

وتتابع السيدة "لا نعرف شيئاً عنهم، وجميع الأخبار التي تصلنا بخصوصهم غير مؤكدة"، موضحة وجود "خوف عندما تحاول الذهاب للسؤال عنهم"، رغم أن من تذهب للسؤال تكون عادةً أم معتقل أو شقيقته أو زوجته، ذهبت لتستفسر عمّن يخصها.

كل واحد منهم دولة!

وعلى حد تعبيرها، فقد حاول البعض السؤال عن ذويهم لدى النظام، الذي أجابهم: "لا نعرف شيئاً ولا أحد لدينا بهذا الاسم"، مؤكدة أنهم "يعرفون لكنهم لا يقومون بإعطاء المعلومات. وقد يكون من تبحث عنه متواجداً لدى فرع معين، والفرع الآخر لا يدري شيئاً عن غيره.. ليس هناك توثيق، كل واحد منهم دولة!".

وتنوه الطبيبة هالة إلى وجود أطفال دون العاشرة تم اعتقالهم مع آبائهم أو أمهاتهم دون أي ذنب. وتشدد على أن معظم من تم اعتقالهم لا ذنب لهم، "فهم إما أن يكونوا استهدفوا لأنهم من منطقة معينة، أو من باب معاقبة الشعب ككل.. وهناك من تم اعتقالهم من قبل جماعات المعارضة الأخرى".

وفي ختام حديثها، تقول هالة عن المفقودين "لا بد من أن نعرف مصيرهم، سواءً كانوا أحياء أو أموات.. يجب أن نعرف، لكي نتمكن من قراءة الفاتحة لهم على الأقل!".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.