يصل عدد مرضى السرطان في العراق إلى أكثر من 25 ألف شخص/Shutterstock
يصل عدد مرضى السرطان في العراق إلى أكثر من 25 ألف شخص/Shutterstock

بغداد- دعاء يوسف:

يحاول محمد علي، 33 عاما، استيعاب إصابة طفله وسام الذي لم يتجاوز السابعة من عمره بمرض السرطان. ويقول في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنه لولا ذهول عمة الطفل، وشكوكها بسبب تدني حالته الصحية وتغير وزنه لما عرف بإصابة ابنه أصلا.

نقل محمد طفله إلى طبيب متخصص، ثم إلى خارج العراق للعلاج. "بعد أكثر من عام على اكتشاف إصابة وسام بالسرطان وتعاطيه للجرعات الكيمائية بدأ يتماثل للشفاء".

ويوضح محمد أن المرض عاود الظهور مجددا بعد مرور أربعة أعوام. "كنت أتوقع معاودة المرض، حسب توصيات الطبيب، كونه يختفي ويعود للظهور بعد مدة"، يقول الأب في تصريحات لموقع (إرفع صوتك).

ويمر وسام حاليا بفترة نقاهة، وذلك بعد أن تلقى العلاج في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت.

اقرأ أيضاً:

استهداف الأطباء في بغداد.. مخاوف وجدل واسع

فرق طبية مع قوات الجيش العراقي للحد من تفشي الأوبئة

تركتها للموت

تسرد وسن كريم، 47 عاما، بحزن قصة طفلتها. تزوجت وسن عام 2008، وهي بعمر 38 عاما، وأنجبت طفلتها الوحيدة دعاء في ظروف صعبة. بعد ثلاثة أعوام اكتشفت إصابة الطفلة بمرض السرطان.

تقول السيدة في حديث لموقع (إرفع صوتك) "كنت أدرك أن بقاء طفلتي على قيد الحياة أكثر من ستة أشهر إضافية بمثابة تحد لظروفنا المعيشية الصعبة". لم يكن الأب يملك سوى عربة متنقلة لبيع الخضر والفواكه في بغداد.

وتضيف الأم "كان عليّ أن ألجأ لاستدانة المال كلما اقترب موعد العلاج الكيمائي".

وتتابع وسن "وصلت لمرحلة من عدم المقدرة على توفير العلاج لطفلتي.. كيف يمكنني الاستمرار في علاجها ولا توجد أدوية في المستشفيات الحكومية؟ تركتها للموت لأنني لا أملك القدرة المالية لعلاجها خارج البلاد". 

وتقول وسن إن حياتها انهارت بسبب مرض طفلتها، خاصة أن الأب تركها تتحمل المسؤولية وحدها. "تركني أواجه مصير طفلتنا وحدي"، تقول الأم.

العائلات تتظاهر

استحوذت قضية الأطفال المصابين بمرض السرطان على اهتمام واسع في العراق في الآونة الأخيرة، مع تظاهر العشرات من عوائل الأطفال احتجاجاً على شح الأدوية في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.

يقول مدير إعلام وزارة الصحة، سيف البدر، إنّ "الوزارة تسعى لتوفير كل ما تحتاجه المستشفيات والمراكز الطبية من علاجات وأدوية".

ويضيف "العدد التقريبي للإصابات بمرض السرطان في العراق أكثر من 25 ألف حالة".

ويوضح سيف البدر أن وزارة الصحة وزعت كل شحنات العلاج الموجودة في مخازنها على المستشفيات، "فضلا عن استيراد أدوية خاصة بمرضى السرطان، تم استلامها الأسبوع الماضي رغم عدم استلام الشركات المصنعة أموالها". تم توزيعها بدورها.

إضافة إلى ذلك، تم إطلاق العديد من الحملات التطوعية التي تسعى لجمع التبرعات المالية لمرضى السرطان.

ويتابع البدر "بدأت أزمة السرطان تقريبا بالانحسار، وخاصة بعد أن وافقت أمانة مجلس الوزراء الثلاثاء، 24 تشرين الأول/أكتوبر، على تخصيص مبلغ 250 مليون دينار شهرياً لتسعة مراكز علاجية بالعراق من ضمنها المراكز المتخصصة لعلاج مرضى السرطان".

ويشير البدر في حديث لموقع (إرفع صوتك) أيضا إلى أنه "تم إطلاق التخصيصات المالية التي امتنعت وزارة المالية عن صرفها سابقا لمستشفى البصرة للأمراض السرطانية بحجة أن تخصيصات الأدوية تكون من ضمن موازنة وزارة الصحة". 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 001202277365

 

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.