الأنبار- محمد الجميلي:
استعادت القوات العراقية السيطرة الجمعة على منفذ القائم الحدودي الرئيسي الذي يصل العراق بسورية في قلب الصحراء الغربية حيث تخوض معارك لطرد تنظيم داعش من آخر معاقله في البلاد، بحسب ما أعلنت قيادة العمليات المشتركة.
وأطلق رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 26 تشرين الأول/ أكتوبر عملية تحرير القائم وراوة التي ستكتب معركتها الفصل الأخير للوجود العسكري لداعش ليس في الأنبار وحسب، بل في العراق كله.
اقرأ أيضا:
معركة تحرير القائم: إنهاء آخر وجود لداعش في العراق
ومع التقدم العسكري والأمني تثار أسئلة جدية عن خطر التأثير الفكري للتنظيم الإرهابي، فهو وبعد سيطرته على محافظة الانبار في عام 2014 بدأ بالترويج لفكره ومعتقداته التي ارادها بناء عقائديا لدولته المزعومة في العراق والشام، فهو كان يقيم الندوات في المساجد ومن خلال خطب الجمعة وايضاً اقامة المحاضرات في الساحات العامة عبر ارغام الناس واجبارهم على تطبيق الأوامر التي تصدر عن تلك الندوات.
اقرأ أيضا:
أنباريون: "المحاكم الشرعية" كانت سيفا على رقابنا
المهمة الأصعب
ويؤكد قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء الحقوقي هادي رزيج كسار، أن النصر ربما يكون سهلاً لكن المحافظة عليه هو الاصعب"، مشددا في حديث إلى موقعنا "يجب أن نكون دائماً على أهبة الاستعداد ليس على المستوى العسكري فحسب، بل على المستوى الفكري ايضاً، فالتنظيم الارهابي لم يكن تنظيماً مسلحاً فقط بل كان يدس أفكاره المسمومة والمتطرفة في عقول الناس واستمالة ذوي العقول الصغيرة وضعيفي الشخصية".
ويرى قائد الشرطي أن المرحلة القادمة تتطلب جهدا أكبر للخلاص من الافكار المتطرفة من "خلال رفد المجتمع الأنباري بطاقات شبابية لها تأثير في المجتمع تكون مهمتها التعريف بمخاطر الفكر المتطرف وتأثيره على المجتمع وضرورة نبذه بكل صوره ومسمياته".
لا مستقبل بوجود فكر متطرف
ويوضح الحاج عبد الرحمن رزوقي (63سنة)، وهو كاسب من مدينة الرمادي، كيف كان التنظيم المتطرف "يركز على الشباب في طرحه لأفكاره المتطرفة، فهو يعرف اندفاع الشباب و عدم اهتمامهم بعواقب ما يفعلون".
ومثلما كان الشباب هدفا لداعش، فالحاج رزوقي يرى في الذين رفضوا أفكار التنظيم أو انقلبوا عليه بوعي وادراك من الشباب الحلم بغد أفضل ومشرق، من سيكون عليهم "لعب دور بارز في المرحلة القادمة من خلال ارشاد الناس على الطريق الصحيح، والقيام بجولات ميدانية في جميع انحاء المحافظة للتأكيد على الناس بأن أفكار التنظيم الارهابي تعني بقاءهم في المربع الدموي والتدميري الأول".
جسور الثقة
وفضلا عن دور الشباب ورجال الدين ممن رفضوا الإذعان لداعش وأفكاره، يدعو المواطن عثمان الدليمي (37 سنة) شيوخ العشائر، إلى "أخذ دورهم في المجتمع، حيث لشيخ العشيرة أو القبيلة دور مهم في إصلاح المجتمع ".
ويختم الدليمي دعوته من خلال موقع (إرفع صوتك) بالقول "على القوات الامنية في هذه للمرحلة أخذ دورها الحقيقي من خلال تحجيم الارهاب و السيطرة على منابعه ومتابعته، عبر تفعيل الدور الاستخباري وبناء جسور الثقة بين رجل الأمن والمواطن في الأنبار".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659