أطفال عراقيون من الفلوجة يعانون من ويلات الحرب والنزوح/وكالة الصحافة الفرنسية
نساء الفلوجة وأطفالها في مهب العنف والحرب والنزوح/إرفع صوتك

الفلوجة- رشيد الجميلي:

أدت الأوضاع التي مرت بها محافظة الأنبار خلال سيطرة داعش وعمليات التحرير، إلى خسارة عدد كبير من الشباب، فضلاً عن تدمير البنى التحتية للمحافظة. والخسارة الكبيرة التي منيت بها العائلات جراء النزوح وجراء تضرر أملاكها، أدت إلى سوء الأوضاع المادية لتلك العائلات وبروز الهجرة كنوع من الحل، مما دفع أغلب شبابها إلى العزوف عن الزواج أو تأجيله على أقل تقدير .

عائلة العزاب: 6 بنات و4 أولاد

محمد صالح المحمدي (40 عاماً)، يكشف كيف أصبحت عائلته المكونة من عشرة أفراد: ست بنات وأربعة أولاد، بعيدة عن الزواج. ويرجع السبب إلى رفض والدته فكرة تزويجهم بسبب عدم توفر الإمكانية المادية.

"قبل عام ونصف توفيت والدتي وبالرغم من وفاتها إلا أن فكرة عدم الزواج ما زالت قائمة لحد الآن"، يتابع المحمدي الذي اكتشف بعد وفاة والدته أن من الصعب  عليه أن يتزوج، لأسباب منها:

"تقدمي بالعمر وإمكانيتي المادية البسيطة كون الزواج يحتاج إلى متطلبات كثيرة يصعب عليّ توفيرها بالإضافة إلى كون الزوجة تبحث عن زوج يوفر لها حياة مريحة كما يجب أن يكون من عمرها أو أكبر بقليل وأنا لا امتلك كل هذه الصفات".

مطلقة وأرملة في المجتمع الأنباري؟

أم عامر (68 عاماً)، أرملة، لديها ست بنات: واحدة أرملة وأخرى مطلقة واثنتان متزوجتان واثنتان "لم تأت قسمتهما لحد الآن".

تخشى أم عامر أن يوافيها الأجل قبل أن تتمكن من تزويجهن، "كون حصول البنت على فرصة للزواج في هذه الأيام صعب جداً، بالإضافة إلى نظرة مجتمعنا العشائري الأنباري إلى المطلقة والأرملة حيث تكون فرصتهن في الزواج مرة ثانية، صعبة جداً".

وتضيف، "وفي حال توفرت تلك الفرصة يجب أن تكون مقابل تنازلات، كأن يكون الرجل متزوجا من أكثر من امرأة أو يكون معاقاً أو إمكانيته المادية بسيطة".

اقرأ أيضا:

ماذا تعرف عن "أحياء الأرامل" ببغداد؟

وفي سياق متصل بالثقافة العشائرية، يقول الكاتب العدل في محكمة الفلوجة، الحقوقي أحمد كريم الدليمي، أن موضوع الزواج والعنوسة، من المواضيع الشائكة وهنالك تخوف من زيادة نسبة العنوسة بسبب عزوف الشباب عن الزواج.

ويرى أن لهذه الظاهرة أسابا منها "التشدد من قبل الأهل لكلا الطرفين والطلبات التعجيزية التي تثقل كاهل الشاب، بالإضافة إلى التزام بعض العشائر الموجودة في محافظة الأنبار بأعراف قديمة تقضي بعدم تزويج البنت من غير أبناء عمومتها".

علاقات إليكترونية!

ويضيف الحقوقي الدليمي في حديث إلى موقعنا أن "محاولة أغلب الشباب الهجرة خارج البلد بسبب الأوضاع الأمنية السيئة"، فضلاً عن انشغال الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي واكتفائهم بالعلاقات الالكترونية عن طريق تلك المواقع، من العوامل التي أسهمت بزيادة معدلات العزوف عن الزواج".

اقرأ أيضا:

العراق ومواطنوه اللاجئون: الحقائق الضائعة

وبينت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن للهجرة آثارا باتت واضحةً في الجوانب الاجتماعية بزيادة نسب العازفين عن الزواج وازدياد نسب العنوسة. ورغم عدم وجود إحصائية رسمية بشأن العنوسة في العراق، إتشير تقديرات دولية إلى أن أكثر من 50% من الذكور والإناث في العراق هم غير متزوجين.

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.