بقلم علي قيس:
بدا الهجوم الذي شنه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على أصحاب الأفكار المتشددة في المملكة، عملا نادرا من قبل مسؤول رفيع المستوى في الدولة التي ارتبطت أسماء متطرفين من مواطنيها بالعديد من الاعتداءات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وجاء هجوم ولي العهد السعودي (32 عاما) الثلاثاء 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، متزامنا مع بوادر انفتاح اجتماعي، قد يكون الأبرز بينها السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وتعهد بن سلمان بـ"قيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة"، فيما بدا موشرا لمساحة أوسع من الحرية لمجتمع سعودي شاب.
إقرأ أيضاً:
ثنائية الأميرين بن سلمان وبن نايف في السعودية
قرارات غير مسبوقة في السعودية تتجاوز قيادة المرأة
نيوإسلام؟
وفي هذا الشأن، يؤكد الخبير بشؤون الجماعات المسلحة والباحث العراقي، هشام الهاشمي، أن المنطقة متجهة مع أفكار جيل الشباب، سواء في الامارات أو السعودية، اللتين تسعيان للتحول نحو منهجي "النيوإسلام" و"الليبروإسلام"، مضيفا في حديث لموقع (إرفع صوتك) "أظن أن جيل الشباب من الحكام الجدد سوف ينجح بتغيير المناهج والمؤسسات التي انتخبت مادة عقائدية أنتجت السلوك والأفكار المتطرفة".
وستشمل مرحلة التغيير في الخليج مناهج التطرف والغلو الإسلامي بشقيه السني والشيعي، وفقا للهاشمي، الذي يعتبر أن "السلوك المحافظ في الخليج العربي، سوف يكون داعما مهما لمرحلة التغيير".
ويرى الخبير بشؤون الجماعات المسلحة أن الدعوة إلى التغيير في السعودية قد سبقتها إجراءات تمهيدية، أبرزها "مركز الاعتدال الذي افتتحه الرئيس الأميركي ترامب مع الملك السعودي سلمان".
من جهته، رأى ستيفان بوتر وهو صاحب شركة استشارات مالية أميركية في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، إن التصريحات "تظهر شجاعة الأمير ورؤيته، وتوجه رسالة قوية ليس إلى السعوديين فقط بل إلى العالم كله بأن المملكة تستعد للتغيير".
سعودية جديدة!
كما أكد بن سلمان في كلمته "نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة (...) وهذا أمر أعتقد أنه اتخذت (في إطاره) خطوات واضحة في الفترة الماضية، وأننا سوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل"، موضحا "نحن نمثل القيم المعتدلة (...) والحق إلى جانبنا في كل ما نواجهه، ولذا فلا أعتقد أن هذا الأمر سيكون مصدر قلق".
وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشؤون الخليجية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومقره في القاهرة، محمد عز العرب "لأسباب عدة، سوف نشهد دولة سعودية جديدة في المرحلة المقبلة"، موضحا تلك الأسباب في حديث لموقعنا، بقوله:
- هناك نخبة جديدة تشكلت خلال السنوات الماضية، أبرز ملامحها تولي شاب موقع الرجل الثالث في المملكة ثم أصبح الشخص الثاني، ما يشير إلى أن المملكة تتغير جيليا في نخبة الحكم.
- هناك فكر متطرف ساد المملكة خلال العقود الماضية من خلال جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والممارسات التي كانت تتخذ للتضيق على الصعيد الاجتماعي، وهذا تغير بدليل قرار السماح للمرأة بالقيادة.
- سمة الإرهاب المتصاعد في المنطقة وخاصة داخل المملكة، ستواجه تنمويا وفكريا عبر دعم الشباب واستثمارهم في المجال الاقتصادي.
- الانفتاح الفكري مرتبط بالتوجه الاقتصادي الليبرالي الانفتاحي داخل السعودية.
ويعتبر عز العرب التحول في السعودية "مثالا للدول المجاورة للمملكة، كسلطنة عمان والكويت، بأن الأجيال الشابة هي من تقود دولها نحو مراحل متطورة".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659